وصف شباب جماعة الإخوان المسلمين رفض الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، المذكرة التى تقدم بها كل من حامد الدفراوى، وخالد داود، للطعن على نتائج انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، بأنها بداية جديدة لإقصاء التيار الإصلاحى داخل التنظيم وإعلان نهايته. وطلب الشباب من المرشد «لملمة جراح» الجماعة التى بدأت تنزف مع رفض المذكرات والطعون التى تقدم بها البعض للمطالبة بالإصلاح والتغيير. وقال محمد هيكل، أحد شباب الجماعة، صاحب مدونة «هو وهى»، إن الاتجاه لإقصاء التيار الإصلاحى وتجريم لجوئه للإعلام، أو مقابلة ذلك بحساسية مفرطة، قد تكون بداية لصدام جديد بين قيادة الجماعة وقواعدها. وأضاف: «أصبح أمام التيار الإصلاحى خياران: أحدهما أن يتعاملوا بطريقة هادئة وغير مباشرة، أو يتعاملوا بالطريقة الأخرى ويلجأوا للإعلام»، محذراً من أن اللجوء للخيار الثانى سينتهى بخروجهم من التنظيم. وقارن هيكل بين موقف بديع الحالى، وما كان يفعله المرشد الأسبق عمر التلمسانى، الذى كان يحرص عند وقوع خلافات مشابهة على لقاء كل من يهاجم الجماعة، ليوضح وجهة نظر الإخوان دون تخوين، ودون أن ينقلب عليهم. وحذر من أن الضغوط التى تمارسها الجماعة على الإصلاحيين قد تؤدى بهم إلى الإحباط أو أن يكونوا موجودين داخل التنظيم دون أن يحملوا مشروعاً تجاهه. وقال عبدالرحمن عياش، صاحب مدونة «غريب»، إن أزمة الإخوان الأخيرة ستظل قائمة نظراً لتصعيد الجماعة الدائم ضد الإصلاحيين، واستشهد برد فعل القيادة على الطعون التى تقدموا بها ضد نتائج الانتخابات. وتوقع عياش صدامات جديدة بين القيادة والإصلاحيين، وأن يتأثر بهذه الصدامات كل أفراد التنظيم، محذراً من تزايد المخاوف فى الفترة الأخيرة بسبب انغلاق الجماعة مع أعضائها والتيارات الموجودة داخلها، بعد أن كانت هذه الانتقادات توجه إلى الجماعة بسبب انغلاقها عن التيارات السياسية. وقال حسام يحيى، صاحب مدونة صوت الحرية، إن الجماعة ستشهد بداية إقصاء لكل التيارات المعارضة داخل التنظيم، ووصف إقصاء الإصلاحيين بالجريمة التى ستترك تداعياتها على باقى أعضاء التنظيم.وطالب يحيى عقلاء الجماعة بعقد جلسات مصالحة بين القيادات الإصلاحية، التى آلمها الوضع الحالى، وبين قيادات الجماعة فى محاولة لرأب الصدع.