اعتبرت قيادات إخوانية بارزة حديث محمد بديع مرشد الإخوان عن المؤسسية والشورى فى جماعته أمرا «غير حقيقى ولا يمثل الواقع»، متسائلة: «أين المؤسسية فى جماعة دمجت سلطتها التنفيذية بسلطتها الرقابية والتشريعية؟». كان بديع قد أكد فى حواره ل«الشروق» أنه لن يكون هناك فصل بين قيادة مجلس الشورى وبين مكتب الإرشاد، وقال إن «الأمر غير مطروح داخل الجماعة ولا يحظى بالموافقة، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة داخل صفوف التيار الإصلاحى. وعقّب خالد داود وحامد الدفراوى، من رموز التيار الإصلاحى بالجماعة على حوار المرشد، وقالا فى بيان مشترك ل«الشروق»: إن كلام المرشد عن رأب الصدع وإنهاء الخلاف أمر غير حقيقى ولا يمثل الواقع، فالمرشد رفض مقابلتنا لحسم بعض الأمور الخلافية التى أثيرت قبل وأثناء انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، على الرغم من وعده لنا بالاجتماع معنا لو جلسنا مسبقا مع نائبه جمعة أمين وقد نفذنا ما طلبه لكنه لم ينفذ وعده». وتساءل القياديان: «أين المؤسسية بدمج عضوية مكتب الإرشاد مع عضوية مجلس الشورى؟ وكيف تتم المحاسبة وليس هناك جهة تراقب المكتب؟» وأضاف: «نريد أن يقتدى الإخوان بنموذج حزب الوفد فى إجراء انتخابات شفافة». وتابعا: «أين نتيجة طعن الدكتور إبراهيم الزعفرانى على نتائج الانتخابات الأخيرة والذى تضامنا معه فيه، وسنقوم خلال أيام بتقديم تجديد له للمرشد؟»، وأكدا أن هذا هو أول مكتب إرشاد مطعون فى شرعيته. وعن رفض التقدم بأوراق حزب سياسى للجماعة قال القياديان فى بيانهما: «إن رفض المقترح يؤكد أن عملية الإعلان عن برنامج للحزب لم يكن رغبة جادة وإنما عملية ذر للرماد فى العيون، ويثبت أن الجماعة ليس لها إرادة فى البحث عن المشروعية». من جهته تساءل الناشط الإخوانى هيثم أبوخليل فى رد أرسله ل«الشروق»: هل من المؤسسية أن يتم دمج بين السلطة التنفيذية والتشريعية والرقابية؟. من سيراقب من وكل السلطات أصبحت فى كيان واحد..؟ وهل هناك مؤسسية بدون تقييم ومراقبة ومتابعة..؟ وكيف تكون هناك مؤسسية والمرشد قال كلاما موجها قبل انتهاء اللجان التى تبحث إعداد اللائحة من عملها كما جاء فى تصريحه؟». وأضاف: «يا فضيلة المرشد تصريحات سيادتكم ليست ترويجًا أو دعما للمؤسسية داخل الجماعة بل نسفًا للبقية الباقية لها إن وجدت». وعن نفى بديع وجود أى خلافات حالية داخل الجماعة، قال أبوخليل: «لم يتم أى شىء فى هذا الصدد وما يقال عملية تجميل لواقع مؤلم يصادر فيه الرأى على المخالفين ويتم نعتهم بأسوأ الألفاظ بل يتم التضييق عليهم ومحاصرتهم بل وإيقاف بعضهم وربما فصلهم فى القريب العاجل». وعن تأكيده أن رفض الجماعة لتولى المرأة والأقباط لرئاسة الدولة جاء بعد الرجوع لشيوخ قال: «أين هؤلاء الشيوخ، ورئيس اتحاد علماء المسلمين العلامة يوسف القرضاوى أجاز هذا الأمر».