ثلاثة عشر عاما هي عمر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، منذ أن قام 19 إرهابيا من تنظيم القاعدة بخطف أربع طائرات ركاب أمريكية، واقتحموا بها برجَيْ مركز التجارة العالمي، والبنتاجون. الطائرة الرابعة تحطمت قبل أن تصطدم بالبيت الأبيض، ومات كل مَن كانوا على متنها. أسفر الهجوم عن سقوط عدد هائل من الضحايا يقدر عددهم ب2938، فضلا عن جرح الآلاف في تلك الهجمات المنظَّمة. وتباينت جنسيات الضحايا، خصوصا أن مبنى التجارة العالمي كان يعج بمئات الشركات متعددة الجنسيات وغيرها من مصادر الأعمال التجارية والاقتصادية.
وبحسب الولاياتالمتحدة فإن الهجوم بدأ في تمام الساعة 8:46 صباح يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر 2001 بعد ارتطام طائرة الخطوط الأمريكية 11 للمبنى الشمالي لمركز التجارة العالمي، ثم ارتطام طائرة "رحلة 175 الخطوط المتحدة" للمبنى الجنوبي، وضرب مبنى وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، بالطائرة الأمريكية رحلة 77.
أدت الضربات الجوية إلى انهيار برجي مبنى التجارة العالمي، بينما نجا البنتاجون باستثناء خسائر عقارية محدودة شملت بعض ملحقات المبنى الرئيسي.
التحقيقات تزيح الستار عن لغز الهجوم
شرعت الولاياتالمتحدة بعد أن فاقت من الصدمة، في إجراء سلسلة من التحقيقات حول نجاح القاعدة في اختراق الأجواء الأمريكية، بل التسلل إلى الطائرات، بينما أجهزة الدولة تغط في نوم عميق.
وكشفت التحقيقات الأمريكية أن التخطيط للهجوم من قبل تنظيم القاعدة بدأ بالتحديد في عام 1996 عندما عرض الشيخ خالد محمد على بن لادن فكرة الهجوم، ولكنه آثر تأجيلها لأن الوقت آنذاك لم يكن مناسبا خاصة بعد طرده من السودان، ولجوئه إلى أفغانستان.
ولكن في أواخر عام 1998 أعطى بن لادن إشارة البدء في تنفيذ خطة الهجوم، وقدم الدعم الفني والمالي، واختار بنفسه المنفذين، وكان أولهم نواف الحازمي وخالد المحضار، اللذين وصلا للولايات المتحدة في عام 2000 والتحقا بإحدى مدارس الطيران في سان دييغو بكاليفورنيا، وتلاهما محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح ورمزي بن شيبة وهاني حنجور.
قالت التحقيقات أيضا: إنه تم إرسال رسائل كودية من قِبل المسلحين تحمل الكود 11/ 9، وكانت هذه الشفرة المتفق عليها، التي دارت نقاشات حولها بين أعضاء التنظيم على الإنترنت.
وكانت الرسالة تنصّ على أن الفصل الدراسي الأول يبدأ خلال ثلاثة أسابيع، وهناك مدرستان ثانويتان (وكان يقصد بهما برجا مركز التجارة العالمي)، وهناك جامعتان اثنتان (وكان يقصد بهما أهداف واشنطن) متميّزتان هذا الصيف، وهناك 19 شهادة للتعليم الخاص (وهو عدد المختطفين للطائرات الأربعة التي نفّذت الهجوم)، وسيكون هناك أربعة امتحانات، وهي عدد الطائرات المستخدمة في الهجوم.
في المقابل، كشفت تقارير مخابراتية أنه قبل حوالي ثلاثة أسابيع من أحداث 11 سبتمبر، كان المنفّذون قد حددوا الأهداف الأربعة التي سيتمّ استهدافها بالطائرات؛ ثلاثة منهم كانوا يطلقون عليها أسماء رمزية؛ فكان مبنى الكونجرس الأمريكي يُسمّونه كلية الحقوق، ومبنى البنتاجون سُمّي كلية الفنون الجميلة، وبرج مركز التجارة العالمي الشمالي أطلق عليه اسم كلية التخطيط العمراني.