العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر د.هاني شادي لا يشك أحد في أن العالم قد تغير كثيرا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة الأميركية. فخلال السنوات الست التي مرت على هذه الأحداث خرجت الولاياتالمتحدة بقوة السلاح والمعارك المباشرة لتفرض هيمنتها وسيطرتها على العالم. ولا يشك أحد أيضا في أن أحداث 11 سبتمبر كانت مجرد مبرر للسياسة الأميركية الجديدة التي ينفذها المحافظون الجدد حيث ظهرت مقدمات هذه السياسة مع انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات من القرن الماضي. فهذا الانهيار جعل واشنطن تتحين الفرصة لتثبت أقدامها كقطب وحيد في العالم بلا منازع . ولم يكن الأمر يحتاج إلا إلى شرارة لتحقيق هذا الهدف الأميركي كما يرى العديد من الخبراء والمراقبين . وفي هذا الإطار ، وفي الذكرى السادسة للحادي عشر من سبتمبر تقدم بعض المهندسين الأميركان بعريضة إلى الكونغرس الأميركي تشير إلى أن برجي المركز التجاري الدولي في نيويورك انهارا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 إثر انفجار مواد متفجرة قد تكون وضعت في البرجين بإيعاز من جهات حكومية أميركية وليس نتيجة لارتطام طائرتين قادهما إرهابيون انتحاريون. ويشير المهندسون الأميركان في عريضتهم إلى أن البرجين تحطما من أعلى في حين أنه لم يكن بمقدور طائرتي "بوينغ" إلا تدمير جزء منهما. وفي روسيا يوجد من يؤيد هذه الفكرة المطروحة من قبل المهندسين الأميركان. فأحد المستشارين السابقين لرئيس أركان الجيش الروسي ، وهو فيكتور بارانيتس، قال إنه لا يستبعد احتمال افتعال المخابرات الأميركية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر لتبرير الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها القيادة الأميركية لمحاربة الإرهاب عبر غزو أفغانستان والعراق. ولا يستبعد هذا المستشار أيضا أن تكون هناك متفجرات وضعت في برجي المركز التجاري وتم تفجيرها في الوقت الذي صدمتهما فيه طائرتان يقودهما انتحاريون. ويشير إلى أنه لم يمكن للمخابرات الأميركية ألا أن تنتبه لتدريب عدد كبير من الطيارين المسلمين لقيادة طائرات "بوينغ" في الوقت الذي كان فيه مسؤولون أميركان يتحدثون عن تهديدات يطلقها إسلاميون. ويعتقد بارانيتس أن الأجهزة الخاصة الأميركية تغافلت عن ذلك عمدا. ولكن بجانب هذه الفرضية التي تدعي تورط إدارة بوش من المحافظين الجدد بدرجة أو بأخرى في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي راح ضحيتها أكثر من 3000 مواطن ، يؤكد بن لادن على تنفيذ القاعدة للهجوم على برجي التجارة العالمية في نيويورك وعلى مبنى وزارة الدفاع البنتاغون. فزعيم القاعدة الذي غاب عن شاشات التلفاز والانترنيت منذ عدة سنوات عاد بشرطين مسجلين ليؤكد على ما تؤكد عليه إدارة بوش من أن مجموعة من تنظيم القاعدة هي التي خططت ونفذت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 . وفي ظل مثل هذا الاعتراف يصعب تماما حسب الكثير من المراقبين الكلام عن تورط الإدارة الأميركية في هذه الأحداث حتى وإن كانت هناك شبهات قوية حول تورطها . في الحقيقة ستظل أحداث سبتمبر 2001 لغزا محيرا، ربما نتمكن من حل رموزه ، كما يرى بعض المراقبين ، من خلال فهم العلاقة السابقة بين زعيم القاعدة والأميركان ، والتي تشكلت على خلفية محاربة السوفييت في أفغانستان. عن صحيفة الوطن العمانية 12/9/2007