واجه الذهب صعوبات متزايدة في الابتعاد عن المجال الذي يتداول به حاليا بين 1610 دولارات و1620 دولارا، كما تراجع الحديث حول خفض مزيد من الكميات في الولاياتالمتحدة في وقت متأخر نتيجة تنامي الشعور بعد توصل أعضاء الاحتياطي الفيدرالي إلى اتفاق بشأن العلاج الصحيح للاقتصاد. وأوضح تقرير "ساسكو بنك" بأن هذا الأمر أجبر الذهب على المراوحة في مكانه مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ومع ذلك دأبت البيانات المتعلقة بالولاياتالمتحدة وبشكل متزايد على أن تسلك اتجاها بعكس اتجاه التعافي، ولكن السؤال الأهم يبقى متعلقا بما إذا كانت تضمن توفير حافز إضافي. وقال التقرير الأسبوعي للبنك "لا تزال النقاشات جارية بشأن التخمينات بشأن الحد الذي يجب على الفيدرالي أن يعمل عنده، خاصة إذا ما تراجع إيجاد وظائف جديدة كما جرى قياسها في تقرير رواتب غير المزارعين الشهري الصادر يوم الجمعة الموافق 4 مايو، الأمر الذي يساهم في دعم الذهب. ويحتفظ المستثمرون المضاربون من خلال العقود المستقبلية بمراكز طويلة الأجل هي الأضعف خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، في حين تشكل الأفعال التي تقوم بها هذه الفئة المفتاح لإمكانية استئناف السباق على الذهب. ونوه التقرير الى أن المستثمرين في المنتجات المتداول بها في البورصة قام بخفض انكشافهم خلال أبريل مع وصول إجمالي المخزونات من المنتجات المتداول بها في البورصة حاليا إلى 2380 طنا متريا، وهو المستوى الأدنى لها في ثلاثة أشهر بعد أن شهدت هبوطا من 2410 أطنان مترية قبل شهر مضى. وقال "أمام المستثمرين فرصة كبيرة لزيادة الانكشاف إذا ما تحولت النظرة المستقبلية لتأخذ شكلاً أفضل مع التركيز بصورة خاصة على التطورات التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي، ومع ذلك، تبدو الصورة الفنية على المدى القصير كئيبة نوعا ما في ظل تداول السوق دون متوسط حركة 55 أسبوعا وتعرض خط الاتجاه من هبوط 2008 للضغط من جديد، لافتا الى أن أي انكسار فني دون 1610 ينطوي على مخاطرة العودة إلى المستويات المتدنية التي شهدها شهر ديسمبر عند 1550. وأفاد "ساسكو بنك" "بان القلق في منطقة اليورو عاد إلى سابق عهده وبقوة في ظل تأثير عمليات ضخ السيولة السابقة التي قام بها المصرف المركزي الأوروبي الذي أثبت محدودية تأثيره، كما ان الانتخابات المتزامنة مع الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة واستبعاد حكومات قديمة وترقب حكومات جديدة لا تلتزم بإجراءات التقشف المتفق عليها، الأمر الذي سيتسبب لمنطقة اليورو باحتكاك كبير، يؤثر تأثيرا كبيرا على الشعور العام السائد. وقال البنك في تقريره الأسبوعي "تظهر الإشارات الواردة عن النشاط الاقتصادي في الربع الثاني تباطؤا ملحوظا تحركه البيانات الاقتصادية الواردة من الولاياتالمتحدة والشكوك المتعلقة بالاتجاه السياسي في الصين وما يصحب ذلك من بيانات تشير نحو مزيد من التراجع في مخرجاتها الاقتصادية. ونوه الى أن المستثمربن خفَّضوا الانكشاف على السلع خلال شهر أبريل ولا يزال الأمر مستمرا في مايو، حيث لم يشهد البيع ارتباطا بقطاع واحد محددن وكما أوضحت مؤشرات القطاعات الفرعية في داون جونز ويو بي أس فقد أرجعت القطاعات الثلاث الرئيسية الخسائر بنسبة تتراوح ما بين 3% و4%، ووفق البيانات الواردة من لجنة العقود المستقبلية والتداول بالسلع الأمريكية فقد خفَّض المستثمرون المضاربون انكشافهم على عقود السلع الأمريكية المستقبلية المتداول بها 285 ألف عقد ليصل الرقم إلى نحو 1,24 مليون عقد وهو ما يمثل تغيرا اسميا بقيمة 21 مليار دولار أمريكي. ولفت التقرير الى ان المستثمرين المضاربين غيروا انكشافهم على 10 سلع، وكان أكبرها في وقت الذروة مع بداية شهر مارس والذي لا يزال مستمرا إلى الآن، بعيدا عن فول الصويا، فقد شهدت كافة السلع تخفيضات، مع تكبد الذرة والسكر لأكبر نسبة مئوية من الخسائر في حين شهد خام غرب تكساس والذهب التخفيضات الاسمية الأكبر. وبخصوص اداء السلع بشكل منفرد خلال الشهر الماضي، فقد شهدت غالبيتها تراجعا مع تكبد السلع الأكثر تأثيرا، وهي خام برنت والفضة والقمح والجازولين، لخسائر تجاوزت خمسة بالمائة، كما ان الكاكاو وفول الصويا وكنوع من التغيير الغاز الطبيعي الذي يبدو أنه وجد أخيرا بعض الدعم بعد أن واجه الكثير من المشاكل على مدار شهور عديدة. ولفت الى ان التذكير المتكرر والمستمر بأن سوق النفط العالمية تحتفظ بمخزون جيد الآن بسبب الإنتاج الكبير الوارد من العربية السعودية والعراق والقضاء على بعض حالات الانقطاع التي حدثت خلال مارس قد ساعد في خفض سعر خام برنت ليعود إلى ما دون 120 دولارا للبرميل. وقال تقرير ساسكو بنك "أن الذين كانوا يبحثون عن تصحيح أفضل قد ينتهي بهم المطاف بخيبة أمل لأن مثل هذه الحركة يمكن أن تتوقف على محصلة جولة المحادثات التالية التي ستُعقد مع إيران حول أهدافها النووية، وعلى الرغم من الخفض الكبير في قسط تحمل المخاطر إلا أنه لا يزال قائما ولن يزول إلا بتوصل المحادثات إلى حل، وهو ما من شأنه أن يتسبب في هبوط آخر في الأسعار". ويرى التقرير بان النظرة المستقبلية للربع الثاني تؤكد وجود فرصة للوصول إلى 115 دولارا قبل إعادة تقديم الدعم، وقد سحب المستثمرون المضاربون 100 مليون برميل من خام غرب تكساس وخام برنت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن على الرغم من أن الوضع على المدى البعيد لا يزال مرتفعا تقريبا عند 400 مليون برميل، وهو ما يجعل السوق تكون أبعد قليلاً عن كونها أحادية الجانب وأقل انكشافا عما كان الوضع عليه قبل التصحيح.