البطاطين وصلت يارجالة ... شوفوا حلوة ازاى ؟وطبقتين .. والملابس كمان ...الحمد لله اخيراً وبعد طول انتظار وصلت شحنة البطاطين وكمان الملابس ..طبعا َ الملابس فى جزء جديد .. واخر مستعمل ... لكن استعمال خليجى نضيف متخفوش ... رغم كل الاهمال نشكر الحكومة اللى اهتمت اخيرا ً واوصلت الشحنة !! لم تكن تلك الكلمات لمذيع مصرى يرافق قافلة مساعدات على حدود غزة التى يقصفها الاحتلال ، ولا يتحدث عن مساعدات مصر "ام الدنيا" للصومال ، بل كانت كلمات "خيرى رمضان كريم وهنيالك يا فاعل الخير" متحدثا ً عن وصول شحنة مساعدات خليجية لمصر من البطاطين والملابس الجديدة والمستعملة لشعب مصر الذى يقع تحت حصار مجموعة من "الحمقى عديمى الاحساس والدم والنخوة" يحكموه برعاية كاملة من إعلام "عار" يصفق ويطبل ويرقص لكل شئ بدءأ من القرارات القمعية المستبدة فى الداخل ، مرورا ً بقرارات هاجمها من قبل ، وصولا ً لحدث سيظل هو العار والخزى الاكبر فى تاريخ مصر وهو شحاتة بطاطين وملابس مستعملة من الامارات واخواتها. ترانى مطالبا ً امام كل هذا الخزى والعار والهوان غير المسبوق ان اكتب لكم كلاما ً منمقا ً لا يخلو من الجمل الانشائية الفلسفية التى تسمعونها من نخبتكم على فضائيات البيزنس ؟! وهل لو صرخت فى وجه خيرى رمضان ورقعت له بالصوت الحياني "كلمة اسكندرانية شهيرة" اكون محتاجا ً لمزيد من الادب والرقى فى الحوار ؟ قلتها فى ازمة بنات الاسكندرية واكررها .. امام الاحداث المخزية والمحبطة من هذا النوع تصبح الفلسفة وانتقاء الجمل البلاغية والبعد عن النقد الصريح نوع من الخيانة والغباء والجبن ، فمصر التى ساعدت الجميع حتى وهى تحت الاحتلال الاجنبى ، وابان حروبها دفاعا ً عن نفسها او عن امتها لم تصل لتلك المرحلة من الهوان ... مصر لم تستقبل ملابس مستعملة عند النكسة ولا بعد النصر ، فدعونا نقولها صريحة الان ان "هذى بلاد لم تعد كبلادى" يقينا ً يتحمل عار خيرى ورفاقه من الشحاتين مجموعة الحمقى الفشلة الذين يحكموننا ولا يتحمله الشعب المصرى الابى الذى لا يقبل اهانة كتلك . يتحمل عار خيرى ورفاقة من اغلقوا الجمعيات الخيرية وسرقوا اموالها فى صراع سياسى قذر ، وبعدما اخذوا الاموال دون وجه حق ارفقوا الظلم بعار الشحاتة من العرب . بطاطين خيرى وملابسه المستعملة جاءت بديلا ً عن نظام تكافل اجتماعى مصرى من خلال جمعيات خيرية ظلت لعقود تملأ الفراغ الذى جاء نتيجة اهمال الدولة لقطاع من ابناءها الفقراء ، وتسد حاجة هولاء دون الاعتماد على الدولة او اللجوء للقطاع الخاص الذى لا يعرف سوى لغة "الربح" ولكن الدولة بعدما اغلقت الجمعيات التى كانت تقوم بهذا الدور ونهبت اموالها ارادت استكمال الفجور بقبول شحاتة "خيرى" لتحل محل اعمال "الخيرية" عزيزى الاماراتى والسعودى والكويتى وكل عربى فى انحاء المعمورة اقولها لك صادقا َ ..الشعب المصرى لا يشحت وليس فى حاجة لبطاطينكم ولا ملابسكم بشقيها "القديم والجديد".. الشعب المصرى كان يكفل بعضه خلال عقود من سرقة حكامه لوطنه حتى ثار عليهم فى مشهد لم يعجب "خيرى" الذى يشحت منكم ولكن لانه مبتلى فى نخبته وحكامه وجد انه بعد ثورته التى لم يرضى عنها خيرى يقف الان نفس الشخص شاحتا ً باسمه زورا وبهتانا ً بعدما رفض ثورته ثم ركبها ثم تآمر عليها ثم اضاعها ومعه اخرون والآن يشحت منكم باسم ثورة امثاله واسياده التى لا نعرفها ولا تعرف الثورات الشحاته اساسا ً . يشحت منكم بطاطين وملابس كانت توزعها جمعياتنا الخيرية بتكافل اجتماعى مصرى ، واعلم اخا العرب ان هذه البطاطين والملابس ستقدم لفاسدى المرشحين لبرلماننا ورئاستنا ليحصلوا على اصوات فقراءنا من خلالها وليس للشعب المصرى حاجة بها حتى مع اغلاق الجمعيات الخيرية واتساقا ً مع الخط الذى اكتب فيه منذ فترة والعهد الذى قطعته على نفسى بعدم تحميل المسئولية لاى من الوجوه الكومبارس فى مصر فاننى احمل الرجل صاحب عبارة " مصر ام الدنيا وهتبقى اد الدنيا" المسئولية كاملة لقبول هذا الخزى والعار والسماح به ، واذكره بعبارته الثانية "بكرة تشوفوا مصر" واصرخ له هو الاخر بالصوت الحيانى وبالكلمة الاسكندرانية نفسها "هى دى مصر "؟!
ولما تزامنت تلك الواقعة مع اعلان الفريق اول عبد التفاح السيسي ترشحه لرئاسة مصر اقول لكم انه فى اوروبا والدول المتقدمة عندما يترشح شخص لمنصب رئيس اتحاد طلاب بمدرسة اعدادية لابد ان يكون مؤهلاً لذلك وعلى اساس امكانياته وقدراته ينتخبه زملاءه التلاميذ ، وهكذا تسير المنظومة حتى تصل الى المنصب السياسي الرفيع – اه والله السياسى- المسمى بمنصب رئيس الجمهورية ورغم الاستقرار والتقدم وتوفر كل عوامل النجاح فى تلك المجتمعات الا انهم يدققون جدا ً ولا ينتخبون مجاملة ولا يقدمون الاوطان منحا ً لمن يحبون . فى مصر ً وبعد نصف عام من الاشتعال والحرائق والتفجيرات وانعدام الامن والاستقطاب المجتمعى الحاد ، وظهور الحرب الاهلية فى بعض المحافظات نسأل كل من يقول للفريق السيسي "كمل جميلك" واحكمنا سؤال رفيع .... على ايه ؟ ... وبامارة ايه ؟ ! عموما ً انتم تقولون "كمل جميلك" وانا اقول " كمل بطاطينك" فطالما ان مصر بردانة ومش لاقيه تتغطى غليس من المنطقى ان تطلب من البردان الجعان ان يشارك فى عملية سياسية بوعى او حتى بشرف وعليه فعندما يكمل الفريق السيسي البطاطين وقتها نستطيع النقاش فى تكملة الجميل .