أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤخراً، الأعمال الشعرية الكاملة لقسطنطين كفافيس، ترجمة وتقديم رفعت سلام، وذلك فى إطار اهتمامها بتثقيف الشباب. وتضم الأعمال الكاملة، التى تصدر للمرة الأولى باللغة العربية لمؤسس الحداثة الشعرية اليونانية وأحد رواد الحداثة الشعرية فى العالم قسطنطين كفافيس، خمس مجموعات شعرية، هى كل ما أنجزه كفافيس، وهى "قصائد منشورة، قصائد غير منشور، قصائد أولى، قصائد غير مكتملة، قصائد نثر، وتأملاته حول الشعر والأخلاق"، ولم يترجم منها من قبل إلى العربية سوى المجموعة الأولى. وفضلاً عن النصوص الشعرية يضم الكتاب مقدمات إ.م.فورستر، أودن، باورسوك، ومقدمة المترجم نفسه، مع "إضاءات" النصوص الشعرية بمئات الملاحظات الضرورية للإحاطة بالنصوص والترجمة. جدير بالذكر أن قسطنطين كفافيس من أعظم شعراء اليونان، وهو مصرى يونانى، غير نمطى، انتقد المسيحية والوطنية الشوفينية والميول الجنسية المستقيمة، ويعبر فى شعره عن التلاقى المشترك لعالمين: اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم، وتأسيس العالم الهيللينى، والأدب السكندرى، الذى كان مهادًا خصبًا لكل من الأرثوذكسية والإسلام، والسبل التى تدفع بشعوب المنطقة – على اختلاف أساليبها - نحو الكمال الإنسانى. بدأ كفافيس كتابة الشعر فى التاسعة عشرة من عمره ونشر أول مجموعة مطبوعة من أشعاره فى الواحدة والأربعين من عمره فى عام 1904، وكانت تتكون من أربعة عشرة قصيدة، وفى عام 1910 نشر ثانى مجموعاته وكانت عبارة عن الأربعة عشرة قصيدة الأولى، بالإضافة إلى اثتنى عشرة قصيدة جديدة، ونشرت له مجلة "الحياة الجديدة" قصائد من عام 1908 حتى عام 1918 ومع مرور الوقت تجاوزت شهرته الإسكندرية ووصلت للآفاق العالمية.