أكدت مصادر أوروبية اليوم أن فيروسا تجسسيا بدأ ينتشر في شبكات الكومبيوتر الخاصة بمجموعة شركات أوروبية تعمل في مجال الصناعات النووية ومشتقاتها. وأوضحت المصادر ان هذا الفيروس الجديد الذي يحمل اسم Duqu هو "نسخة معدلة " من الفيروس الشهير ستاكسنت الذي تم تصميمه خصيصا لتخريب المفاعلات النووية الايرانية قبل فترة. وقالت ان الفيروس الجديد يقوم بجمع المعلومات والبيانات عن الانشطة والبرامج النووية وارسالها الي الجهة التي قامت بتصميميه. وأشارت مصادر الاتحاد الأوروبي أن فيروس Duqu انتشر في الشبكات الخاصة بعشرات الشركات العملاقة وتبين انه يبحث عن المعلومات والوثائق والبرامج النووية وكلمات السر والشفرات الخاصة بتلك الوثائق والاجهزة الموجودة عليها، كما يقوم بتسجيل "نقرات" المستخدمين علي لوحات المفاتيح ويقوم بإرسالها الي جهاز خدمة رئيسي "سيرفر" موجود في الهند. وقالت صحيفة "تلجراف" البريطانية" ان فك شفرة الفيروس اكدت انه تم تصميمه في ديسمبر الماضي وانه يقوم بتدمير نفسه تلقائيا علي الاجهزة المصابة بعد 36 يوما من تاريخ الاصابة. يذكر ان فيروس "ستاكسنت" الذي اكتشف في (يونيو) 2010 يتسلل الي اجهزة الكمبيوتر، عن طريق برنامج خاص طورته شركة سيمنز الالمانية وهو أول فيروس معروف يستهدف نظم التحكم الصناعية ويمنح المتسللين السيطرة الفعلية على البنى الاساسية العامة مثل محطات الكهرباء والسدود والمنشآت الكيماوية وقد يصل الي حد تدميرها. وتمكن هذا الفيروس من ضرب عشرات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر الرئيسية في المنشآت النووية الايرانية بما يعادل 60% من عدد هذه الاجهزة كما نجح ايضا في اختراق اكثر من 6 ملايين جهاز كومبيوتر في الصين، وتردد حينها ان جهاز الموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الامريكية يقفان وراء هذا الفيروس. كانت الحكومة الأمريكية قد حذرت في يونيو الماضي من إمكانية تعطيل منشآت الطاقة وامدادات الماء وخدمات حيوية أخرى في الغرب بنسخ معدَّلة من فيروس ستاكسنت الذي أُنشئ في الأصل لاستهداف البرنامج النووي الايراني. وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في أدلة قدمتها إلى إحدى لجان الكونجرس إن البرمجة الخبيثة التي سُميت "اول سلاح الكتروني في العالم"، متاحة لمهاجمين آخرين يستطيعون تحويرها لضرب اهداف جديدة. واعترفت وزارة الأمن الداخلي في وثيقة قدمتها الى لجنة الطاقة والتجارة التابعة لمجلس النواب الامريكية بأنها قلقة من ان يستطيع مهاجمون استخدام المعلومات التي أصبحت متاحة بصورة متزايدة عن هذه الشفرة لتطوير نسخ منها تستهدف منشآت أكبر تعمل بمعدات مبرمجة في منظومات التحكم والسيطرة. وحذرت الوزارة من ان نسخًا من شفرة ستاكسنت أصبحت تتوافر للجميع بأشكال مختلفة منذ فترة، ودعت المسؤولين المعنيين الى التحلي باليقظة ومواصلة تحليل أي مشتقات من هذا الفيروس الخبيث والحد من أضراره. وقالت وزارة الأمن الداخلي الامريكية ان العديد من الدول والشبكات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة والأفراد المقيمين في الولاياتالمتحدة "قادرون على استهداف عناصر من البنية التحتية المعلوماتية الامريكية لتعطيل منظومات نعتمد عليها أو تدميرها". وكانت مخاوف كهذه من الأسباب التي دفعت الحكومة البريطانية الى تخصيص 650 مليون جنيه استرليني في العام الماضي للاستثمار في قطاع الأمن الالكتروني. وكان خبراء في أمن المعلومات قد اكدوا ان الفيروس الذي يستنسخ نفسه بنفسه ما ان يدخل منظومات ويندوز حتى يبدأ البحث عن روابط بأنظمة التحكم الصناعية من انتاج شركة سيمنز، ثم يستغل مواطن ضعف أخرى في نظام التشغيل الذي تعتمده الشركة الألمانية نفسها لاجراء تغييرات خفية في العمليات الصناعية. واستهدف الفيروس في شكله الأول أجهزة الطرد المستخدمة في منشأة نطنز الايرانية لتخصيب اليورانيوم على وجه التحديد.