أسرة الشهيد: لو كان مسلما لطالب الإخوان بالقصاص.. وراعي الطائفة: "التبشير شرف وليس تهمة" وسط حالة من الحزن والغضب الشديد الذي خيم على محافظة أسيوط شيع الآلاف من الأقباط ومجموعات من اتحاد شباب ماسبيرو، وممثلون عن طوائف الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية الأسبوع الماضي جثمان "القبطي" عزت حكيم عطا لله الذي قتل إثر التعذيب فى السجون الليبية على خلفية اتهامه وأقباطا آخرين بالتبشير للمسيحية أوائل مارس الجاري. ومن جانبها أبدت سعاد خالة الشهيد حكيم عطا لله أسفها الشديد على دم المصريين الذي يراق في كل مكان في العالم والمسئولين لا يحركون ساكنا، متهمة النظام الحاكم وعلى رأسه الرئيس مرسي وجماعته وحزبه وكل تيارات الإسلام السياسي بالتواطؤ على قتل ابن اختها، مستدركة أنه لو كان مسلما لخرجت جميع قيادات تيار الإسلام السياسي لتستنكر ذلك، وتطالب بالقصاص من الدولة التي قتل فيها، وقارنت بين حالة ابن اختها وبين اعتقال المحامي أحمد الجيزاوي بالسعودية قائلة: إنه لمجرد اعتقال مسلم مصري بالسعودية "قامت الدولة ولم تقعد" على حد وصفها، فما بالكم بقتل نفس بشرية. ونفت مدام سعاد في تصريح خاص ل "المشهد" الاتهام الذي لاحق مقتل ذويها وهو التبشير او نشر الديانة المسيحية، قائلة هذا الاتهام عاري تماما من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة، مؤكدة أن الحكومة الليبيبة تعمدت نشر تلك التهمة حتى لا ينكشف مستور ما يحدث للمصريين بليبيا. وتقول: حكيم ترك مصر من أجل الظلم والفقر والبحث عن الرزق منذ 10 سنوات، وسافرت معه بعد فترة زوجته ويأتي كل عام لزيارتنا ورؤية أشقاءه في الأعياد والمناسبات، موضحة أنه لا يتدخل في أمور السياسة والتبشير الذي اتهموه به، مضيفة:"أننا ناس غلابة وفقراء لكن القدر وعدالة السماء أرادت أن تمتحن الشهيد ولا نعترض على إرادة الله". ويضيف القس باقي صدقي راعي الطائفة الإنجيلية بأسيوط والذي ترأس القداس على روح الشهيد إن قصة الشهيد تماثل قصة يسوع المسيح الذي حكم عليه بالصلب ظلما والشهيد قتل بآلام الضرب لدرجة أنه يذكرنا برحلة المسيح الذي ظلت آثار التعذيب فيه. وطالب بأن نتأمل آثار التعذيب البدني والذهني الذي يراه الأقباط حيث ما أشبه اليوم بالأمس. وقال إننا نتمنى أن نكون شهداء مثل القتيل الذي رحل في اسمي وأعظم قضية، وهي قضية الدين المسيحي، مرددا أنه شرف لأهل الشهيد أن نجلهم قتل واستشهد من أجل نشر المسيحية كما يدعون - على حد تعبيره -. ويضيف أنه مهما قابلنا من صعاب في العالم أو متعب لا شيئ يسعدنا سوى لقاء يسوع، مطالبا المجد بقبول روح الشهيد. ويقول رأفت شقيق القتيل الذي كان في حالة غضب شديد على مقتل شقيقه الذي تعرض للتعذيب، أن شقيقه عزت حكيم عطا لله 40 عاما ذهب للعمل فى ليبيا مثل أي شاب مصري يعاني من الفقر والتهميش منذ فترة طويلة، واستقر هناك ليعمل بمحل لبيع قطع غيار الهواتف المحمولة بمنطقة بني غازي دون ارتكابه أية مشاكل أو جرائم جنائية أو سياسية.. وفجأة قامت السلطات الليبية باعتقاله من بين 500 مصريًا واتهمت نحو مائة منهم في ب"التبشير بالمسيحية" وتعرّضوا لشتى أنواع التعذيب خلال الشهر الجاري حتي توفي. واتهم رأفت السلطات المصرية بالتقاعس عن معرفة حقيقة اتهام ذويهم وغيرهم من شباب الأقباط، ولم ترسل محامين أو لجانا من محامين مصريين لتقصي الحقيقة، مؤكدين أن المجني عليه ليست له أية انتماءات أو تحزبات دينية وإنما ذهب من أجل لقمة العيش، واستدرك قائلا: "إن الشهيد قتل بآثار التعذيب نتيجة اتهامه في قضية التبشير للمسيحية منتقدا أسلوب التعذيب والقهر الذي نتج عنه وفاة الشهيد، مضيفا أنه إنسان كرمه الله بعيدا عن كونه مسلما أو مسيحيا أو يهوديا، وأن تكرار قتل وتعذيب المصريين بالخارج أمر غير جديد، ولن ينتهي بسبب تقاعس وتجاهل الحكومات المصرية عن حقوق أبنائهم لأن المصري ليس له كرامة في وطنه ولا خارج وطنه فالموت أفضل له من الإهانة. يذكر أن السلطات الليبية كانت قد وجهت تهمة التبشير بالدين المسيحي لنحو 50 مسيحيا مصريا احتجزتهم منذ أسبوعين فى مدينة بنغازي شرق ليبيا واتهمتهم بدخول أراضيها بطريقة غير مشروعة، وعليه فقد تم احتجاز 48 مصريا يعملون تجارا فى سوق بنغازي البلدي خلال حملة مداهمة بناء على معلومات تفيد بنشاطات مشبوهة لهؤلاء العمال، إلا أنه تبين بعد اعتقال العمال الذين ينحدر معظمهم من الصعيد، وخاصة أسيوط وسوهاج والمنيا وأرياف القاهرة أنهم يدينون بالمسيحية وبحوزتهم كتب مقدسة وصور للمسيح والبابا شنودة وبعض الكتب الخاصة بالتبشير للنصرانية ليست للاستعمال الشخصي. وكانت التهمة الأساسية لهؤلاء العمال "هي دخول الأراضي الليبية دون الحصول على تأشيرة والعمل دون إذن السلطات بالإضافة إلى عدم حيازتهم إقامة لغرض العمل فى ليبيا". واحتجاجا على مقتل حكيم، دخلت مجموعة من أسرة الشهيد وأقاربهم وعدد من المتضامنين معهم اعتصاماً مفتوحاً أمام السفارة الليبية بالقاهرة الأسبوع الماضي، احتجاجاً على مقتل الشاب الذي تم توقيفه في ليبيا بتهمة "التبشير بالمسيحية"، حيث تجمع عشرات الأقباط الذي ينتمون لجماعة تُطلق على نفسها اسم "جبهة الشباب القبطي"، مساء الخميس الماضي، أمام مقر السفارة الليبية بالقاهرة، مطالبين بإطلاق سراح آخرين يواجهون التهمة ذاتها، وعودتهم إلى مصر. من المشهد الأسبوعى.. الآن بالاسواق