المسؤولون: المحافظة تنتج 3 مليون رغيف يوميًا والمخابز تعمل طوال اليوم ولا نعرف أين المشكلة؟ المواطنون: أصحاب المخابز يسرقون الدقيق المدعم والهيئات الحكومية تستحوذ على نصف الإنتاج؟ أصبح الخبز من أهم المشاكل التى توجد فى محافظة قنا، وهذا الأمر ممتد منذ عدة أعوام سابقة، ومؤخرًا قامت المحافظة والقوات المسلحة بتوفير مخابز عملاقة كان من المفترض أن تنتهى معها مشكلة الخبز فى قنا، بالإضافة إلى أن أكثر من نصف عدد سكان المحافظة لا يقترب من بعيد أو قريب للخبز البلدى المنتج من المخابز وإنما يعتمد بشكل كبير وأساسى على العيش ( الشمسى ) لأسباب ربما تكون اقتصادية ولكنها - وفى بعض المناطق القروية - اجتماعية، بمعنى أنهم يشعرون بالخجل وهم مزارعون بالدرجة الأولى ومتوفر لديهم القمح ويلجأون إلى المخابز. أكد تقرير من وزارة التضامن الاجتماعى أن المحافظة تنتج يوميًا ما يزيد على 3 إلى 4 ملايين رغيف يوميًا وهى موزعة بين مخابز حكومية تعمل طوال اليوم ومخابز أهلية تتفاوت حصهها بين 8 و24 جوال دقيق يوميًا وهذا العدد الضخم من الخبز جاء بعد إنشاء المخابز العملاقة ومنها مخبز قنا الآلى - الذى أقامته القوات المسلحة مؤخرًا - وينتج ما يقرب من 750 ألف رغيف يوميًا فى المتوسط يمكن أن تصل إلى مليون رغيف وقت الأزمات، إلى جانب وجود أكثر من مائة مخبز أهلى فى المحافظة وأكثر من 25 مخبزًا كبيرًا أقامتهم الحكومة والمحافظة فى العامين الأخيرين. إذن أين المشكلة؟ مسؤولو التموين والمحليات فى قنا يعملون على تنفيذ قررات المحافظ للحد من المشكلة وأهمها عدم عمل المخابز ليلاً لأى سبب، وإلغاء قرار المحافظ السابق بتصنيع وإنتاج الخبز ليلاً وتوزيعه فى الصباح الباكر مما كان يخنق المحافظة فى الوقت المبكر من الساعة السابعة وحتى الثامنة، وقرر أن تعمل المخابز طوال اليوم ولحين نهاية خبز ما تحصل عليه من دقيق، وكذا قرار تفويض مفتش تموين مقيم إقامة كاملة فى المخبز من الثامنة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا أو حتى نهاية عمل المخبز، وعمل تقرير بعدد كل جوال دقيق يتم خبزه، وكذا قرار أن يتم التوزيع فى نفس المخبز وإلغاء قرار فصل الإنتاج عن التوزيع والذى كان يتيح لصاحب المخبز التلاعب فى كميات الدقيق والخبز معًا. الأهالى أكدوا أن المشكله فى تصاعد مستمر، وأن قنا مقبلة على مشكلة كبيرة فى الخبز فى الأيام المقبلة لعدة أسباب منها بداية العام الدراسى وكذا قرب موسم حصاد محصول القصب وهو ما يشكل زيادة تصل إلى 20% فى استهلاك الأهالى من الخبز. أما عن أشهر الأماكن التى توجد بها المشكلة فهى (مدينة قنا – ومدينة أبو تشت وقراها – قرى مدينة نجع حمادى – جميع قرى مركز قوص). "المشهد" التقت الأهالى للتعرف على تفاصيل المشكلة، يقول عز العرب أحمد - موظف من أبو تشت - إن سبب المشكلة من وجهة نظره هو ضعف الرقابة التموينية على المخابز وتسليم المسؤولين بضرورة بيع صاحب المخبز لعدد من جوالات الدقيق فى حصته حتى لا يخسر المخبز، وهو كلام طالما تم ترديده حتى إنه فى مدينة أبو تشت يوجد مخبز يديره أحد البلطجية ولا يتورع عن سب وضرب أى مواطن يأتى للمخبز كى يحصل على ما يريد من خبز، وهذا المخبز بالذات يبيع أكثر من نصف حصته من الدقيق فى السوق السوداء. مواطن آخر من مدينه قنا اسمه أحمد ماهر - عامل من منطقه الشؤن بقنا - تحدث إلينا ذاكرًا أن سبب هذه المشكلة أن هناك هيئات حكومية لها حصة من الخبز تصل إليها يوميًا وهى أكثر من احتياجاتها، حتى إن الوحدة المحلية لمدينة قنا تحصل يوميًا على ما بين 150 و 200 ألف رغيف وتوزعهم على مسؤوليها وعلى أقارب و"حبايب" مسؤوليها وحتى المحافظ لبيب نفسه اكتشف أن الوحدة المحلية لمدينة قنا كانت تؤكد فى كشوفها أن مدارس قنا تحصل يوميًا على 50 ألف رغيف، فى حين أن المدارس مغلقة وفى الأجازة الصيفية من نهاية مايو الماضى، وهو ما دعا لبيب للتحقيق فى الواقعة.. الخلاصة أن قنا تعيش مشكلة كبيرة فى الخبز ومرشحة للتصعيد.