حذر نقابيون من خطورة تزايد حالات الاستقطاب في مصر وانعكاسات ذلك السلبية على الانتخابات النقابية التي ستجرى تباعا خلال الأسابيع المقبلة. وشدد المشاركون في ندوة "النقابات المهنية ... إلى أين؟" ببيت السناري الأثري بالقاهرة على أهمية إحداث التوافق بين المرشحين النقابيين وعلى أرضية البرامج والاتجاهات النقابية، وليس على أرضية سياسية أو حزبية. ودعوا إلى ضرورة أن تقوم النقابات المهنية بدورها الطوعي والنقابي والخدمي، بعيدا عن التحزبات السياسية . مشددين على ضرورة عدم التدخل في شؤونها الداخلية من ناحية، وعدم تقييدها بالقوانين كما كان حالها إبان النظام السابق، من ناحية أخرى. وطالبوا بضرورة أن يكون عملها الطوعي المفترض عاملا على تجنيبها الإخضاع لقوانين ، على نحو ما هو معمول به في الدول الديمقراطية الكبرى بأن النقابات لا تخضع لقوانين، كونها تعد عملا طوعيا. غير أن بعض المشاركين دعا إلى أهمية أن يكون للنقابات دور كمجتمع مدني في عملية التحول الديمقراطي الجارية في مصر، على خلفية الانتماءات السياسية للنقابيين، وأن يكون لها دور في تنمية الوعي النقابي بين أعضائها، وخاصة بعد ثورة 25 يناير، بعدما تزايد الرهان على التكوينات المهنية النقابية في تعميق تجربة التحول الديمقراطي بالبلاد. وشدد عضو نقابة المهندسين أحمد هشام ، على أهمية إحداث توافق بين أعضاء العمل النقابي، ليتم في إطار من العمل المهني، بعيدا عن العمل السياسي أو الحزبي، منتقدا العمل النقابي الذي كان يتم ممارسته داخل نقابة المهندسين، والذي اعتبره قائما على أسس سياسية، وليست نقابية. إلا أن عمر عبد الله - عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين- نفى أن يكون للإخوان المسلمين طوال وجودهم بالنقابات المهنية في مصر أي سيطرة عليها، أو أنهم قاموا بتشكيلها لصالح اتجاه سياسي. واستشهد في ذلك بنقابة الأطباء، وقال: إن أحد أعضاء مجلس نقابتها كان عضوا بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، ومع ذلك فلم يوجه مجلس الإدارة لصالح مكتب الإرشاد، كما يدعي البعض"، لافتا إلى تعرض نقابة المهندسين لحملة ظالمة من قبل النظام السابق، ما تسبب في تعطيل الانتخابات على مدى عقدين تماما. وطالب مسؤول اللجنة النقابية الفرعية بنقابة الأطباء د. عبد الفتاح رزق بضرورة تحقيق التعاون بين النقابيين للوصول إلى نقاط توافق بين الأعضاء، والتعامل مع جميع فئات وشرائح المجتمع على قدر كبير من الأهمية والعمل لإصلاح أحواله، وهو ما يتطلب العمل بالشئ نفسه مع الأعضاء بالنقابات المهنية. وبدوره، شدد المفكر الدكتور صلاح الجوهري على أهمية أن يكون العمل النقابي مركزا على الخدمات النقابية والمهنية، وليس العمل العام، وليس كما يحدث من أدوار اغاثية من جانب بعض النقابات المهنية، وأن يكون للنقابات دور في المناهج التعليمية، بما يرتبط بتلك المناهج التي يتم تدريسها، وتشكل رابطا عضويا بالمهن النقابية.