أكد السفير محمد رفاعة الطهطاوي صحة الشائعة التي تداولها البعض خلال الساعات القليلة الماضية بشأن ترشيحه لمنصب وزير الخارجية، قائلا عقب لقائه وزير الخارجية محمد العرابي: " هذه الشائعة لها أساس فعلا، لكني ذهبت اليوم إلى وزارة الخارجية للقاء الوزير والتضامن معه والتأكيد علي صداقته وإبداء بعض النصائح له"، مشددا علي أنه لا دخل له بهذه الشائعات. وأشار الطهطاوي إلى أنه لا أحد يختلف على خلق ووطنية العرابي، مؤكدا أنه من القلائل الذين دخلوا وزارة الخارجية وخرجوا أفقر مما دخلوا ولم يستفيدوا من مناصبهم، وأن تمثيله لمصر في كل بلد عمل بها كان تمثيلا مشرفا، خاصة في ألمانيا التي كان أشهر سفير أجنبي بها. وحول أداء الخارجية ومدي توافقها مع متطلبات الثورة، قال الطهطاوي إن الوزير يدرك تماما أن مصر في مرحلة ثورة، مؤكدا أنه " عندما تحدث عن الدبلوماسية الهادئة لم يكن يقصد بها الدبلوماسية السلبية، وإنما هي دقة الكلمات والتصريحات، فالثائر يستطيع أن يتحدث كما يحلو له، لكن وزير الخارجية لا يتكلم سوى كلام موزون ودقيق، لأنه يحسب على مصر".
وحول الانتقادات التي توجه الي وزير الخارجية الحالي بشأن عمله السابق في سفارة مصر في إسرائيل قال السفير شكري فؤاد أن العرابي لم يكن وحده الذي عمل في اسرائيل وأن هناك علاقات دبلوماسية بين مصر وهذه الدولة ، مشددا علي أن العمل في سفارة مصر هناك لا يمثل موقف لا من التطبيع ولا من علاقتنا باسرائيل لانها مهمة يكلف بها من مصر كموظف في وزارة الخارجية. وعن النصائح التي تم توجيها للوزير قال السفير رفاعة الطهطاوي أنه لم يقل شئيا لم يعرفه ، رافضا الافصاح عن هذه النصائح التي ستتضح قريبا " علي حد قوله " . وعن صفته في هذا اللقاء وما إذا كانت صفة دبلوماسية أم عضوا في إتحاد الثوار العرب قال الطهطاوي : ليس لي دور في اتحاد الثوار العرب ، مؤكدا أن العرابي مثل مصر تمثيلا مشرفا وسيمثلها خلال الفترات القادمة أيضا تمثيلا مشرفا ، لافتا الي ان مصر تمر بفترة عصيبة بها توازنات كثيرة ، قائلا " اللي إيده في الميه مش زي اللي إيده في النار " . ولفت الطهطاوي إلي أن بعض الألفاظ التي أخذت علي وزير الخارجية خرجت عن سياقها ،لكن ما أستطيع أن أؤكده أنه وزير وطني وخلوق عفيف اليد واللسان والقلب وجئت اليه اليوم لتقديم واجب صداقتي نحو صديقي . وشدد الطهطاوي أن هناك فارق كبيرا بين من كان يعمل في ظل النظام السابق باعتباره سياسيا أو في منصب سياسي يأخذ فيه مالا يستحق أو من أثري بغير سبب وبين من عمل خلال النظام السابق باعتباره خادما عاما للوطن سواء كان سفيرا أو قاضيا أو أستاذا جامعيا ، فهؤلاء لا يعملون لدي النظام وإنما يعمل في الدولة .. محمد العرابي كان من هؤلاء ، قائلا : اننا جميعا في مركب واحد ونتكاتف جميعا لانجاح هذه الثورة . وتعليقا علي تصريحات السفيرين الطهطاوي وشكري أثني العرابي علي حديثهما ، مبديا سعادته بزيارتهما ، مشيرا إلي أنهما قدما له بعض النصائح التي تخص السياسة الخارجية بعد تهنئته بالمنصب الجديد .