فى زيارة مفاجئة لوزارة الخارجية، أكد السفير محمد رفاعة الطهطاوى، أنه حضر للوزارة لدعم وزير الخارجية محمد العرابى، ولنفى الشائعة التى تناقلها البعض خلال الفترة الماضية بأنه مرشحا لحقيبة الخارجية خلفا للعرابى، وقال الطهطاوى عقب اللقاء "هذه الشائعة لها أساس فعلا لكنى أتيت اليوم إلى وزارة الخارجية للقاء الوزير والتضامن معه والتأكيد على صداقته وإبداء بعض النصائح له". وأشار الطهطاوى إلى أنه لا أحد يختلف على خلق ووطنية "العرابى"، لافتا إلى أنه صادقه 40 عاما وهو من القلائل الذين دخلوا وزارة الخارجية وخرجوا أفقر مما دخلوا ولم يستفيدوا من مناصبهم، مؤكدا أن تمثيله لمصر فى كل بلد عمل بها كان تمثيلا مشرفا خاصة فى دولة ألمانيا الذى كان أشهر سفير أجنبى بها. وحول أداء الخارجية ومدى توافقها مع متطلبات الثورة، قال الطهطاوى إن وزير الخارجية يدرك تماما أن مصر فى مرحلة ثورة، مؤكدا أن العرابى مستجيب لهذه المتطلبات، ونوه إلى أن وزير الخارجية عندما تحدث عن الدبلوماسية الهادئة لم يكن يقصد بها الدبلوماسية السلبية، وإنما دقة الكلمات والتصريحات، مشيرا إلى أن الثائر يستطيع أن يتحدث كما يحلو له، لكن وزير الخارجية لا يتكلم سوى كلام موزون ودقيق لأنه يحسب عليه ويحسب على مصر، لافتا إلى أن العرابى يدرك هذه الصعوبات ويعالجها بحكمة بالغة. وعن النصائح التى تم توجيها للوزير، قال الطهطاوى إنه لم يقل شيئا لم يعرفه، رافضا الإفصاح عن هذه النصائح التى ستتضح قريبا "على حد قوله". وعن صفته فى هذا اللقاء وما إذا كانت صفة دبلوماسية أم عضوا فى اتحاد الثوار العرب، قال الطهطاوى: ليس لى دور فى اتحاد الثوار العرب، مؤكدا أن العرابى مثل مصر تمثيلا مشرفا وسيمثلها خلال الفترات القادمة أيضا تمثيلا مشرفا، لافتا إلى أن مصر تمر بفترة عصيبة بها توازنات كثيرة، قائلا "اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار". ولفت الطهطاوى إلى أن بعض الألفاظ التى أخذت على وزير الخارجية خرجت عن سياقها، لكن ما أستطيع أن أؤكده أنه وزير وطنى وخلوق عفيف اليد واللسان والقلب، وجئت إليه اليوم لتقديم واجب صداقتى نحو صديقى . وشدد الطهطاوى أن هناك فارقا كبيرا بين من كان يعمل فى ظل النظام السابق باعتباره سياسيا أو فى منصب سياسى يأخذ فيه ما لا يستحق أو من أثرى بغير سبب، وبين من عمل خلال النظام السابق باعتباره خادما عاما للوطن سواء كان سفيرا أو قاضيا أو أستاذا جامعيا، فهؤلاء لا يعملون لدى النظام وإنما يعمل فى الدولة.. محمد العرابى كان من هؤلاء، قائلا: إننا جميعا فى مركب واحد ونتكاتف جميعا لإنجاح هذه الثورة .