قال وزير الخارجية المصري "المستقيل" محمد العرابي إنه استقال من منصبه نزولا علي إرادة الثورة ورفض شباب التحرير له، مثلما قبل هذا المنصب من أجل مصر ومصلحة بلده وشعبه وتقديرا لثورتها المباركة، فيما ترددت أنباء قوية عن ترشيح كل من السفيرين عبدالله الأشعل ورفاعة الطهطاوي لهذا المنصب من قبل شباب التحرير باعتبارهما من ثوار الميدان. وشدد العرابي في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" علي أنه ليس نادما علي أي شيء لأنه كان يدرك مدي صعوبة الظروف الراهنة وحالة القلق والاضطراب التي تمر بها مصر، ملمحا لأن جانبا من تفكيره في الاستقالة هو حجم النقد الذي وجه له والربط بينه وبين الرئيس السابق علي فيس بوك وفي تصريحات عدد من السياسيين، ومطالبة المتظاهرين بالتحرير بإقالته، وهو ما فعله أيضا كي يرفع الحرج عن رئيس الوزراء عصام شرف وهو يقوم بتشكيل حكومته الجديدة. ونفي العرابي أن يكون قد تعرض لأية ضغوط حملته علي تقديم استقالته مشددا علي أنه كان يعلم حجم الاضطرابات التي تواجه حكومة شرف، ومن ثم فإنه كان يتوقع كل شيء، لكنه لم يكن ليرفض أي تكليف إليه طالما أنه يري من خلاله أنه سيخدم بلده وشعبه، وأنه اتصل برئيس الوزراء وأبلغه استقالته. وكشف العرابي عن أن الوزير الأسبق والأمين العام للجامعة السابق عمرو موسي أبلغه قبل يومين أنه أسوأ وزراء الخارجية المصريين حظا لأنه تولي المهمة في ظل هذه الظروف. وتمني العرابي لمن يخلفه بمنصبه أن يوفق في إدارة سفينة العمل السياسي والدبلوماسي خلال هذه الفترة العصيبة، لافتا الي أن وزارة الخارجية المصرية تذخر بالكفاءات والخبرات الكثيرة المؤهلة لمثل هذه المهمة. وقد استقبل العرابي اليوم عشرات الاتصالات من مسئولين وشخصيات مختلفة تشد من أزره وتشيد بشجاعته في تقديم الاستقالة. ويعد العرابي من أقصر وزراء الخارجية المصريين في منصبه حيث لم يتجاوز ثلاثة أسابيع، وقد عين خلفا لوزير الخارجية السابق الأمين العام للجامعة د. نبيل العربي في 26 من شهر يونيو الماضي وهو ما يعيد الي الأذهان فترات التوتر والقلاقل التي شهدتها مصر قبيل ثورة يوليو 1952 والصراع بين الأحزاب والقصر. ووجهت انتقادات ساخنة للعرابي منذ توليه المسئولية من قبل كبار الشخصيات والثوار ونجحت الضغوط الشديدة على العرابى بالتركيز على علاقته بالنظام السابق للرئيس المخلوع حسنى مبارك، إضافة إلى ردود الفعل الغاضبة على بعض تصريحاته حول علاقة مصر بعدد من دول الخليج، خاصة السعودية باعتبارها "شقيقة كبرى" لمصر – ما اعتبره البعض تقليلا من حجم مصر الدبلوماسي - بحسب تعبيره فى ترجيح كفة إقصائه من منصبه. وكان من المفترض أن يعلن اليوم رئيس الوزراء عصام شرف تشكيله حكومته الجديدة بيد أن استقالة العرابي المفاجئة ربما تعرقل هذا الإعلان، وتدور الترشيحات المطروحة لهذا المنصب بين كل من: السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح لرئاسة الجمهورية، وأحد الناشطين في ميدان التحرير، وكذا السفير رفاعة الطهطاوي مساعد الوزير الأسبق والمتحدث السابق باسم شيخ الأزهر، وهو أيضا أحد النشطاء في ميدان التحرير، بجانب السفير هاني خلاف مساعد الوزير للشئون العربية.