صهوة أطفال مفقودة تحت عنوان أطفال مفقودة يعيش البعض حالة من الألم لا يعلمها إلا الله ولا يشعر بها إلا من يعرفون جيدا معنى الضنى ، ويعيش البعض الآخر حالة من الفزع والقلق فى مجتمع يعانى من عدم الأمان وغياب الضمير وتفنن اللصوص فى انتزاع أغلى مايملكه الآخرون ، أطفالهم . لا أستطيع أن أنسى مشهد تلك الأم الملتاعة على شاشة التليفزيون تبكى فى جنون ضياع طفلتها وتتوسل لكل من يمتلك قسطا من الرحمة أن يساعدها هى وغيرها ممن يعيشون هذا الابتلاء العظيم وتساءلت الأم فى حيرة لماذا لا يتم نشر صور الأطفال فى نشرات الأخبار أو فى فقرات الأعلانات كل يوم حتى يعود من غابوا وتعود معهم الحياة التى فارقتنا ؟ والحقيقة أن سؤالها منطقى وبسيط وليس صعبا أو مستحيلا ولكن المشكلة هى أن الدقائق على شاشاتنا والسطور على صفحات أعلامنا للبيع فقط ولمن يدفع مقدما. والسؤال الآخر لماذا يعود أطفال المسؤولين فى حال خطفهم فورا ويتم عمل لقاءات وبرامج تشيد بجهود رجال الأمن الذين لم يغمض لهم جفن حتى عودة الطفل أو الطفلة الى حضن ذويهم ؟ ربما عدم وجود إجابات لمثل تلك الأسئلة دفعت الناس إلى إيجاد حلول أخرى تحتاج إلى بعض الوقت ولكنها مؤخرا أثبتت أن أى محاولة مع الدعاء قد تحيى قلب أم وتضىء روح أب ممن فقدوا أطفالهم . الحقيقة هناك جهود ملحوظة لدعم تلك القضية على موقع الفيس بوك من خلال إنشاء صفحات لنشر صور الأطفال وقصص خطفهم وهناك حالة من التضامن معهم فى البحث والمساعدة وخاصة بعد أرتباط قضية خطف الأطفال بظاهرة التسول التى تنتشر فى شوارعنا وأمام الأسواق والمجمعات التجارية ، بدأت حملات توعية مثل" لا للتسول مع الأطفال " ، تصوير أى متسول معه طفل ونشر الصور والأبلاغ عن أماكن تواجدهم من خلال خط ساخن 16000 خط نجدة الطفل وربما يكون أغلبنا تابع قصة الطفل الأشقر الذى كان مع أحدى المتسولات وتم القبض عليها ووضع الطفل بأحدى المستشفيات لعلاجه ومحاولات البحث عن ذويه. خطف الأطفال أحدى القضايا المهمة وربما تأتى على قائمة الجرائم الأكثر خطورة لأنها ترتبط بقصص الأدمان والسرقة وتجارة الأعضاء وأطفال الشوارع ، وقوع الصغار فى أيدى من لا يعرفون الرحمة وغياب الضمير كارثة تستحق صرخة مدوية فى مجتمع تفاقمت مشاكله ، المشاركة والاستجابة لهذه الحملات لن تساعد فقط فى عودة الغائبين ولكن فى الحفاظ على أغلى ما نملكه وعلى سلامتنا النفسية لأن أغلبنا يعيش فى هواجس عدم الشعور بالأمان.