تتوالى الهجمات الطائفية في نيجيريا قالت الشرطة النيجيرية إن مسجدا ومدرسة دينية في مدينة بينين جنوبي البلاد قد هوجما واحرقا، بينما اكد مصدر في الصليب الاحمر النيجيري لبي بي سي ان الهجوم اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة ستة بجروح. ويأتي هذا الهجوم عقب هجوم آخر تعرض له مسجد في المدينة يوم الاثنين. وكان الجنوبيون، ومعظمهم من المسيحيين او الوثنيين، قد استهدفوا في الاسابيع الاخيرة من قبل منظمة اسلامية يطلق عليها "بوكو حرام" شمالي نيجيريا. وقال احد زعماء جالية (الهاوزا) المسلمة في بينين قد قال لبي بي سي إن زهاء السبعة آلاف من الشماليين التجأوا الى مراكز الشرطة ومخافر الشرطة طلبا للامان. واكد الصليب الاحمر النيجيري لبي بي سي انه يقوم بتسجيل اسماء الشماليين في هذه المخافر والمعسكرات. دوامة عنف وقالت الشرطة إن سيارتين قد احرقتا ايضا في المجمع الذي يضم المسجد والمدرسة الدينية. وهذه هي احدث حلقة في دوامة من العنف الديني دفعت الكثير من الجنوبيين المقيمين في الشمال الى النزوح من مساكنهم. وقال مراسل بي بي سي في العاصمة النيجيرية ابوجا إن حلقة العنف الاخيرة في بينين بدأت يوم الاثنين عندما هاجم جمع احد المساجد مما ادى الى اصابة عشرة اشخاص بجروح. واضاف مراسلنا ان مجموعة من الشباب هاجمت بعد ذلك كنيسة في مدينة جوساو عاصمة ولاية زامفارا الشمالية. وقد القت الشرطة القبض على 19 منهم. ونحى وولي سوينكا، الكاتب النيجيري الحائز على جائزة نوبل، باللائمة لتصاعد العنف في الاشهر الاخيرة على الزعماء السياسيين الذين يضعون اديانهم ومعتقداتهم فوق المصلحة الوطنية. وقال سوينكا إن الوضع الراهن في نيجيريا لا يختلف كثيرا عن الاوضاع التي سادت قبيل الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد اواسط الستينيات عندما اعلن اقليم بيافرا الانفصال. وقال سوينكا لبي بي سي "نرى البلاد تتجه نحو حرب اهلية، فالحرب الاهلية تسبقها مشاكل كالاغتيالات. عندما تصل الامور الى الحد الذي يقوم بها جمع من الناس باطلاق النار من خلال شبابيك اماكن لعبادة على المصلين فإن ذلك يشير الى ان الامة قد وصلت الى الدرك الاسفل. ما من شك في ان اولئك الذين شكلوا هذه الجيوش المجهولة قد فقدوا السيطرة عليها." "بوكو حرام" وفي وقت لاحق، فتح مسلحون النار في حانة شمالي نيجيريا، فقتلوا ثمانية اشخاص بضمنهم عدد من رجال الشرطة. وحمل مسؤولون منظمة "بوكو حرام" مسؤولية الهجوم الذي وقع في ولاية يوبي.ونقلت وكالة رويترز عن تانكو لاوال مدير الشرطة في الولاية قوله "قام اشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم اسلامي بمهاجمة الحانة وقتل ثمانية اشخاص بمن فيهم اربعة من رجال الشرطة." وذكرت تقارير ان المهجمين فروا على ظهر دراجة نارية بعد تنفيذهم الهجوم الذي وقع ليلا في مدينة بوتيسكوم. وقالت الشرطة إن طفلا في السابعة من عمره قتل ايضا في الهجوم. يذكر ان ولاية يوبي هي احدى الولايات المشمولة بقانون الطوارئ الذي فرضته الحكومة اثر تصاعد الهجمات الطائفية.