يواصل عشرات الآلاف من المحتجين الروسيين بالعاصمة الروسية موسكو وعدد من المدن الروسية، تظاهراتهم لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية التي اجريت في 4 ديسمبر الماضي، وفاز بها حزب روسيا الموحدة بزعامة رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، بعدما نشرت الجريدة الرسمية الروسية النتائج الرسمية للانتخابات، مؤكدة فوز الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" ب49,32% من الاصوات. ويستمر احتشاد عشرات الآلاف من المحتجين؛ والذين قدر بعض المحللين عددهم في الفترة الأخيرة ب100 ألف متظاهر في وسط العاصمة موسكو وبعض المدن الروسية الأخرى منذ السبت الماضي؛ احتجاجا على نتيجة الانتخابات، رافعين شعارات تعترض على نتائج الانتخابات الروسية. وذكرت صفحة "تظاهرة لأجل انتخابات صادقة" التي دشنها منظمو المظاهرة على صفحة التواصل الإجتماعي "فيس بوك" أنه لبى عشرات الآلاف من الروس في عدد من المدن الروسية دعوتهم للتظاهرة، في جميع انحاء البلاد، حيث انطلقت أولى المظاهرات بمشاركة الالاف في اقصى الشرق الروسي وسيبيريا حيث قامت الشرطة بتفريقهم في عدد من المدن واعتقال عشرات منهم. واشارت تقارير إلى خروج احتجاجات في مدن كبرى اخرى مثل أرخانجيلسك في القطب الشمالي وفي مدن بارنول ونوفوسيبيرسك أومسك وايركوتسك وكراسنويارسك في سيبيريا، ويحرص منظمو المظاهرات على أن تشمل نحو 50 مدينة من سان بطرسبورغ حتى جبال الاورال وسيبيريا للمطالبة بالغاء هذا الاقتراع الذي شابته عمليات تزوير كبيرة - بحسب المعارضة ومنظمات غير حكومية. وبحسب نتائج نشرتها جريدة روسييسكايا غازيتا، فإن حزب فلاديمير بوتين سيشغل غالبية مطلقة من 238 مقعدا من أصل 450 في مجلس الدوما (مجلس النواب)، كما تؤكد النتائج حصول الحزب الشيوعي على 92 مقعدا (19,19% من الاصوات) وحزب روسيا العادلة (يسار الوسط) على 64 مقعدا والحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي) على 56 مقعدا (11,67 %). وعلى خلفية هذه التظاهرات أمر الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف بإجراء تحقيق في مزاعم حدوث تلاعب في الانتخابات البرلمانية الروسية وذلك بعد يوم واحد من مطالبة عشرات الآلاف من المحتجين بإلغاء نتائج الانتخابات التي أعادت حزب روسيا الموحدة للبرلمان بأغلبية مطلقة. وكتب ميدفيدف معلقا على تلك الشكاوى "لا أتفق مع أي شعارات أو بيانات أعلنت خلال التجمعات ورغم ذلك فإن التعليمات التي أعطيتها تتضمن مراجعة كل المعلومات من مراكز الاقتراع فيما يتعلق بالامتثال للقانون الخاص بالانتخابات"، مضيفا أنه بموجب الدستور يتمتع مواطنو روسيا بحرية الكلمة وحرية الاجتماع، وأن من حق الناس أن يعبروا عن رأيهم وكل شيء جرى ضمن إطار القانون، دون أن يشير بكلمة إلى المطالبات بإلغاء نتائج الانتخابات وإعادتها من جديد، وأشار فلاديمير بوتين الى أن التشكيك في نزاهة الانتخابات الأخيرة لا يؤثر على شرعية النتيجة. وكان بوتين قد اتهم الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية في بلاده، وحذر الروس من مغبّة تنفيذ أجندات خارجية في رده على الانتقادات التي وجهتها العديد من الدول الغربية -وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة- لما اعتبرته الطريقة غير النزيهة التي أجريت فيها الانتخابات البرلمانية الروسية.