كشف نائب الامين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أنه سيتم استدعاء السفير التشيكي بالقاهرة لإبلاغه استياء الجامعة العربية واحتجاجها على تصريحات الرئيس ميلوس زيمان والتي اشار فيها إلى نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وقال بن حلي -في مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم "الأربعاء" -إن اجتماع اليوم والذي حضره الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي تناول بالنقاش السابقة الخطيرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه القدسالمحتلة والتصريحات المسيئة التي جاءت على لسان رئيس التشيك قبل زيارته لإسرائيل والتي أشار فيها عن نيته طرح موضوع نقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس. وحذر بن حلي من خطورة هذا التصريح الذي يتناقض مع كل قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية ومع الموقف الثابت للاتحاد الأوروبي تجاه الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة ، مشيرا إلى أن مجلس الجامعة العربية عبر في هذا الشأن عن ادانته لهذا التصريح وطلب من الأمين العام للجامعة التحرك الفوري من خلال رسائل واتصالات مع الاتحاد الأوروبي وبالذات مع المفوضية السامية العليا للسياسة الخارجية والأمن كاثرين اشتون واستدعاء السفير التشيكي بالقاهرة لإبلاغه استياء الجامعة العربية لهذا التصريح "الاستفزازي والمسيء والخارج عن كل القوانين والشرائع وقرارات الأممالمتحدة". وأشار إلى أن المجلس كلف المجموعة العربية في العاصمة التشيكية براغ بالتحرك مع رئيس الحكومة والمسئولين التشيكيين لأن هناك قرار صادر من القمة العربية عام 1980 في عمان بالأردن يقضي "بأن أي دولة تقوم بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس يتم اتخاذ قرار عربي بقطع العلاقات معها".. وهو قرار قمة ونحن ملتزمون به وهذه رسالة واضحة وصريحة. ولفت إلى أن هناك معلومات وردت إلى الجامعة العربية بأن هناك اجتماعا جرى بين السفراء العرب في براغ والرئيس التشيكي والذي حاول خلاله توضيح تصريحاته وأنه لم يقصد ذلك في الوقت الحاضر وانما كان الغرض منه الدعوة إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب الدولة الاسرائيلية، مؤكدا أن الجامعة العربية ملتزمة بالقرار الصادر عن القمة العربية في هذا الشأن وأن أية دولة تقدم على مثل هذا العمل سيكون هناك اجراءات عاجلة وسريعة. وأكد بن حلي ، في رده على اسئلة الصحفيين ،أن مستوى الاجتماع سواء كان على مستوى القمة او وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين له نفس القوة والحجة لأن الوفود المشاركة في تلك الاجتماعات تعبر عن مواقف دولها ، مذكرا بأن هناك قرارات صادرة عن اليونيسكو حول القدس وهي قرارات في منتهى الأهمية لأنها عبرت عن موقف المجتمع الدولي الرافض لكل الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدسالمحتلة ، مشيدا بهذه القرارات والتنسيق ما بين المجموعتين العربية والإسلامية والتي استطاعت أن تصل الى تلك القرارات . وقال إن المندوبين ناقشوا خلال الاجتماع اليوم اقتراحا بأن يصدر قرار من مجلس الجامعة بالنسبة لتنفيذ بعض الأمور الخاصة بالأسرى الفلسطينيين ، موضحا أن هناك قرارات صادرة من قمتي بغداد والدوحة بانشاء صندوق طوعي لاعادة تأهيل الاسرى المحررين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية. ولفت إلى أن المجلس ناقش هذا الموضوع بشكل مستفيض وسيواصل مناقشاته في هذا الصدد خلال الاجتماع المقبل للمجلس الذي سيعقد خلال اسبوع بأن يتم فتح حساب لصندوق طوعي لتأهيل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالقضية الفلسطينية. وأوضح أنه جرى أيضا مناقشة الاجتماع المشترك بين المندوبين الدائمين بالجامعة العربية ونظرائهم في الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم 6 نوفمبر المقبل لتقييم التعاون العربي- الأوروبي في ضوء البيان الصادر العام الماضي ما بين المجموعتين العربية والأوروبية بمقر الجامعة العربية وبدء التحضير للاجتماع الوزاري الثالث بين الجانبين الذي سيعقد في شهر مايو 2014 في بروكسل بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الاوروبيين والذي سيمثل فرصة لمناقشة مجمل التعاون العربي- الأوروبي والقضايا ذات الاولوية بين الجانبين ، مشيرا إلى أنه سيكون هناك اجتماع في الاسبوع المقبل لتناول مجمل التعاون العربي – الأوروبي والقضايا ذات الأولوية لدى الجانبين. وحول التطورات بالنسبة للأزمة السورية ، قال بن حلي إن الأمين العام للجامعة العربية وضع المندوبين الدائمين في صورة التحركات التي قام بها شخصيا في الأممالمتحدة ولقاءاته مع الأمين العام للامم المتحدة والمبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي وعدد من وزراء الخارجية وكذلك الجلسة التي عقدت على هامش الجمعية العامة الخاصة بسوريا والقرار الصادر بالنسبة لنزع السلاح الكيماوي والفريق الذي يعمل الآن في سوريا لنزع تلك الاسلحة . وأضاف إنه بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك فإن الامين العام للجامعة العربية أبلغ المندوبين الدائمين انه سيوجه بالتنسيق مع الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو نداء الى السوريين حكومة ومعارضة بوقف اطلاق النار والالتزام بهدنة في هذه الايام المباركة، مشيرا إلى أنه لم يصدر أي قرار بشأن سوريا خلال الاجتماع وإنما تم الاتفاق على مواصلة النقاش خاصة وأن الجامعة العربية مطلوب منها أن تساعد المعارضة لتكون حاضرة وجاهزة بوفد يشكل اوسع ما يمكن من التنظيمات والتيارات المعارضة سواء في الداخل السوري أو في الخارج وذلك للمشاركة في مؤتمر "جنيف 2 "المزمع عقده في 15 نوفمبر المقبل ، مؤكدا أن الجانب العربي حريص على أن الحل السياسي له الأولوية لوقف الدماء التي تسيل يوميا في سوريا ويضع هذه الأزمة على طريق الحل السياسي. ولفت في ختام المؤتمر الصحفي إلى أن مجلس الجامعة العربية سيبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأزمة السورية.