كشفت دراسة أعدها فريق بحث من جامعات أمريكية وكندية وبريطانية أن مدى استعداد الأطفال لمشاركة الأشياء مع الآخرين يتوقف بنسبة كبيرة على المجتمع الذي نشأوا فيه. درس الباحثون سلوك 326 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الثالثة والرابعة عشر، إضافة إلى 120 بالغًا من ستة مجتمعات مختلفة، وأجريت التجارب بين اثنين، في كل مرة يكون أحدهما محل التجربة والآخر شريك سلبي. وجد الباحثون أن السلوك الاجتماعي للطفل يتحسن باطراد كلما كبر سنه، وأن الاختلاف يكون بين أطفال المجتمعات المختلفة طفيفًا عندما لا يتطلب الأمر أي تضحية شخصية. أما عندما يتم تحقيق الفائدة للآخرين على حساب الطفل شخصيًا، فإن معدلات التفاوت في السلوك الاجتماعي الإيجابي تقل بين نماذج المجتمعات الستة حتى يصل الأطفال إلى سن السابعة أو الثامنة، وبعدها تتفاوت المعدلات بحيث يتصرف الأطفال بصورة متزايدة مثل البالغين في مجتمعاتهم. وكتب الباحثون في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسز" (دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولاياتالمتحدة):"نتائجنا تتفق مع النظريات التي تؤكد على أهمية الأعراف الثقافية المكتسبة في تشكيل أنماط التعاون وخلق التنوع بين الثقافات".