طالب المهندس داكر عبد اللاه نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للمجتمعات العمرانية الجديدة وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء بضرورة دخول الدولة كمساند ومحفز لتصدير المقاولات المصرية إلى دول القارة السمراء، والاستفادة من السمعة القوية التي تتحلى بها الشركات المصرية والتي تكونت منذ السبيعينات وحتى الآن. وأكد خلال كلمته بمؤتمر "الطريق إلى أفريقيا" أن هناك العديد من شركات المقاولات التي ترغب بشدة في استهداف الأسواق الأفريقية كونها أسواقًا واعدة وبكرًا، وتمتلك حجمًا هائلًا من الأعمال المطروحة على شركات المقاولات، ولكنها سرعان ما تصطدم هذه الشركات بمجموعة من العوائق وعلى رأسها غياب الدعم الفني واللوجستي اللازم من الدولة. وأضاف عبد اللاه أن شركات المقاولات تبحث عند استهدافها أي سوق خارجية عن نوعية العقود المستخدمة بين جهات الإسناد وشركات المقاولات المنفذة، ومدى توافر المواد الخام اللازمة للبناء وأسعارها وجودتها، وكذلك المعدات وسعرها وتكلفة إيجارها أو شحنها من مصر، وكيفية ضمان شركة المقاولات الحصول على مستحقاتها وفي الأزمنة المتفق عليها، وهل القانون يلزم جهة الإسناد بدفع تعويض عن التأخير في صرف المستحقات وقيمتها وفق فترات التأخير والحصول على إيضاح وافٍ عن النظام الضريبي. وشدد على ضرورة أن توفر الدولة في إطار تشجيعها لتصدير المقاول كل هذه المعلومات في ضوء التشريعات المنظمة للاقتصاد كل دولة على حدة، وذلك من خلال مكاتب التمثيل الدبلوماسي عن طريق السفارات ومكاتب التمثيل التجاري الملحقة بها. واقترح في هذا الصدد إمكانية تأسيس الدولة مجلسًا اعلى للشئون الأفريقية تكون مهمته الأساسية هي دراسة الأسواق الخارجية وإعطاء الاستشارات اللازمة لشركات المقاولات الراغبة في اقتحام سوق ما، على أن تشمل هذه الاستشارات كل القوانين المنظمة لبيئة العمل وكافة البنود الفنية والمالية المتعلقة بقطاع الإنشاءات وقاعدة بيانات بأبرز المشروعات والمناقصات التي تطرحها هذه الدول، كاشفًا عن أن فعاليات المؤتمر الحالي قد تكون نواة جيدة لتأسيس مثل هذا المجلس. ورصد عبد اللاه عددًا من المشكلات التي تعيق تصدير نشاط المقاولات المصرية إلى الأسواق الأفريقية وهي المشكلات الخاصة بمواصفات السلع المصرية، التي يتم تصديرها إلى الأسواق الأفريقية وشهادات المنشأ والتحويلات المالية بين الجانبين وتأشيرات دخول وإقامة العمالة المصرية في دول القارة السمراء، لافتًا إلى أن البنوك المصرية باتت هي الأخرى تمثل مصدر قلق لشركات المقاولات حيث أضحت تتعنت بصورة تعجيزية في إصدار خطابات الضمان والاعتمادات المستندية. وأوضح عضو مجلس إدارة اتحاد المقاولين أن زيادة معدلات تصدير نشاط المقاولات من شأنه محاربة البطالة بالسوق المحلية عن طريق فتح آفاق جديدة للعمل بالأسواق الخارجية وهي ميزة تفوق ميزة مكافحة البطالة عن طريق خلق فرص عمل بالسوق المحلية، وبالتالي تستوجب دعمًا قويًا من الدولة يفوق الدعم التصديري للتجار، لافتًا في هذا الإطار إلى ضرورة تأهيل العمالة المصرية لتكون على قدر المنافسة مع شركات المقاولات الأخرى. وحذر عبد اللاه من إهمال الدولة للدور الإقليمي لشركات المقاولات المصرية، كونه يفسح الباب على مصراعيه لدول أخرى لاحتلال الساحة الأفريقية، وهو ما بدأت عددًا من الدول في اللعب عليه، فهناك تزايدًا ملحوظًا لشركات المقاولات تابعة للهند وتركيا والصين، وهي الدول التي تقدم أفضل العون لشركاتها بداية من التسهيلات الإئتمانية والمساند السياسية والدبلوماسية وبل وتصل إلى المساهمة في تمويل المشروعات لضمان فوز شركاتها بالمناقصة دون عناء المنافسة مع شركات الدول الأخرى.