تواصل فرار لاجئين سوريين من بلدة تلكلخ السورية الحدودية الى لبنان بعد اقتحام الجماعات المسلحة الموالية للنظام السوري للبلدة ومواجهة الاحتجاجات بها. وأفاد اللاجئون ان الجثث تتناثر في شوارع بلدة تلكلخ السورية نتيجة التدخل العنيف لتلك الملشيات الموالية للرئيس بشار الاسد لسحق الاضطرابات, حيث ان الهجوم بدأ بعد ان نظم سكان تلكلخ احتجاجات يوم الجمعة ويفرض حظر على وسائل الاعلام العالمية بشأن تغطية الاحداث في سوريا منذ بدء الاضطرابات ضد الاسد في منتصف مارس اذار مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الشهود. وجميع السكان الذين تحدثت اليهم وكالات الانباء الدولية قالوا ان قوات الاسد تستهدف المسلمين السنة. وقال البعض انهم يفحصون بطاقات الهوية بحثا عن سكان من تلكلخ أو القرى السنية الأخرى. وتقع تلكلخ التي يغلب السنة على سكانها في الوادي تحيط بها قرى علوية وعدد صغير من القرى السنية. وتهاجم قوات الامن التي ينتمي قادتها الى طائفة العلويين بؤر الاضطرابات الساخنة ومعظمها غالبية سكانها سنة ومن بينها درعا في الجنوب وبانياس على الساحل والان تلكلخ. وقال أحد السكان وهو يشير الى مناطق تحتلها اسرائيل "عدد الطلقات التي اطلقت (في تلكلخ) كانت ستكفي لتحرير مرتفعات الجولان ومزارع شبعا."
وتقول منظمات حقوقية سورية ان 700 مدني على الاقل قتلوا في اعمال العنف في انحاء البلاد التي تلقي الحكومة المسؤولية عنها على متسللين وارهابيين يدعمهم اسلاميون وقوى خارجية. وقتل 120 من جنود الشرطة والجيش.
من جهة اخرى أشارت مصادر غربية أن دول الغرب ستمارس المزيد من الضغوط على سوريا يوم الثلاثاء اذا استمرت في حملتها ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وذلك بعد ساعات من اقتحام الدبابات مدينة في الجنوب مهد الانتفاضة ضد حكم البعثيين. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان كلا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يعتزمان اتخاذ خطوات أخرى بعد ان فرضا بالفعل عقوبات ضد عدد من كبار المسوؤلين السوريين ليس بينهم الرئيس بشار الأسد. واضافت كلينتون "سنتخذ خطوات اضافية في الايام المقبلة" قائلة انها اتفقت على ذلك مع مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين اشتون التي قالت للصحفيين ان الوقت قد حان كي تقوم سوريا بتغييرات. ويقول نشطاء حقوقيون ان الحملة التي تشنها سوريا لسحق موجة الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين ضد الاسد اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 700 مدني. وفي نفس الوقت أشارت مصادر متعددة ان الدبابات السورية اقتحمت مدينة نوى التي يقطنها 80 ألف نسمة في سهل حوران يوم الثلاثاء بعد أن طوقتها خلال الاسابيع الثلاثة المنصرمة. مما ينذر بوقوع مزيد من الضحايا. حيث تواصل عمليات تمشيط الاحياء وسط اطلاق كثيف للنيران. وفي درعا لا تزال الدبابات في الشوارع بعد تعرض الحي القديم للقصف الشهر الماضي وسرد السكان روايات عن مقابر جماعية وهو ما نفته السلطات. وفي نفس الوقت فرض الجيش اسوري حصارا على مجموعة من القرى والبلدات لمنع أي مسيرات او احتجاجات ضد النظام السوري. ومنذ ارسل الاسد الدبابات الى درعا قبل ثلاثة اسابيع دخل الجيش عدة مراكز احتجاج اخرى في الجنوب وحول العاصمة دمشق وعلى ساحل البحر المتوسط. وتنحي الحكومة باللائمة في اغلب اعمال العنف على الجماعات المسلحة التي يدعمها الاسلاميون والقوى الخارجية قائلة انها قتلت ايضا اكثر من 120 من افراد الجيش والشرطة. وقالت وكالة الانباء السورية ان قوات الامن اشتبكت مع عناصر ارهابية مسلحة مطلوبة في تلكلخ يوم الاثنين فقتلت عددا منهم واعتقلت آخرين وصادرت أسلحة وذخيرة وملابس عسكرية. ونقلت عن مصدر عسكري قوله ان 15 عنصرا من قوات الامن أُصيبوا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان هناك اعتقالات جماعية في مدن حمص ودير الزور واللاذقية. ويحاول الاسد المزج بين الاصلاح والقمع لوقف الاحتجاجات التي استلهمت انتفاضات في انحاء العالم العربي. وتقول السلطات انها تعتزم الشروع في حوار وطني وهي بادرة رفضها قادة المعارضة وجماعة النشطاء الرئيسية التي تقول ان قوات الامن يتعين ان توقف اولا اطلاق النار على المحتجين وان تطلق سراح السجناء السياسيين. ودعت صفحة (ثورة سوريا 2011)على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت الى اضراب عام في سوريا يوم الاربعاء.