إذا كانت قطر قد حققت الكثير من الانجازات علي طريق التطور السياسي والتحرر الاقتصادي وتهيئة المجتمع واعداده لمواكبة تبعات التحول ومسئوليات التغيير فلقد اسهمت بجهد طاغ لاخراج منتدي الدوحة حول الديمقراطية والتجارة الحرة الي حيز الوجود وتفعيله علي مدي السنوات الاربع الماضية ليتوج في عامه الخامس اليوم كساحة لتداول الرأي والرأي الآخر وليكون بوتقة لتفكير عميق يتعلق بمكانة الانسان في المجتمع من خلال ترسيخ الديمقراطية والتنمية والاصلاح. الديمقراطية والسلام افكار كثيرة طرحت من خلال المشاركين في منتدي الدوحة حول الديمقراطية والتجارة الحرة الذي عقد نهاية الشهر الماضي وافتتحه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر وحضره الشيخ حمد بن جاسم النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري وعمرو موسي امين عام الجامعة العربية والدكتور احمد جويلي الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية والحسن بن طلال ولي العهد الاردني السابق والايرياني رئيس وزراء اليمن السابق وهوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا السابق وعدد من المسئولين الامريكيين ومن بينهم ويسلي كلارك قائد قوات حلف الاطلسي السابق ودانارها بكر عضو الكونجرس ولعل ما أسفرت عنه المناقشات ان الديمقراطية لا يمكن ان تتم بمعزل عن الاستقرار والسلام ومسار التنمية وان مبادرة الشرق الاوسط الكبير اكتنفها الغموض وعدم الصراحة رغم انها قضية تتعلق بالمنطقة العربية. الشرق الاوسط الكبير! جلسة الشرق الاوسط الكبير حظيت بحضور مكثف ونقاش ساخن حيث اكدت المداخلات ان المشكلة تتمثل في السياسة الأمريكية وازدواجية المعايير التي تتبناها ادارة بوش في تعاملها مع كل من الدول العربية واسرائيل وفي كلمته اكد عبد الكريم الايرياني رئيس وزراء اليمن السابق ان فكرة مبادرة الشرق الأوسط الكبير جاءت لتلبية رغبة دولة ليست داخلة في نطاق الشرق الاوسط الكبير ويعني بذلك امريكا اما هانز وتشل المدير الاقليمي لمبادرة شراكة الشرق الاوسط فلقد اكد بان امريكا تدعم التحولات الديمقراطية وهدفها البحث والدعم مشيرا الي ضرورة وجود انتخابات وحرية وتنظيم المجتمع المدني ووجود صحافة حرة وسلطة قضائية مستقلة ونظام تعليمي مستعد لاعداد الشباب ومساهمة المرأة. الحرية المسئولة ان اهم الركائز التي انطلق منها المنتدي هي الايمان بالمبادرة الفكرية والحرية المسئولة والعدالة الاجتماعية لتحقيق التطور في الحياة الانسانية وشمل النقاش موضوعات تفرعت عنها محاور عدة بصورة مكنت المشاركين في المنتدي من تشخيص العلل وتحديد المعوقات الامر الذي كان يدفع حتما باتجاه تحديد الحلول التي يمكن بواسطتها العلاج. تنوع الآراء تحول المنتدي الي ملتقي فعال جذب اليه مشاركين اكفاء من دول كثيرة ليصبح بذلك حلقة دولية متخصصة تناقش قضايا التطور الديمقراطي والحرية الاقتصادية ظهر المنتدي كساحة للقبول بالتنوع في الآراء والاحتكام الي اطار دستوري يعكس الارادة الشعبية والاقرار بالحق في المشاركة عبر الاطر التنظيمية المناسبة وارساء قاعدة اقتصادية حديثة تمنح المواطن آفاقا رحبة وفرصا متكافئة اجتمع اصحاب الخبرات والرؤي ليتداولوا الرأي حول الديمقراطية وكانت هذه فرصة لفتح الباب علي مصراعيه امام الديمقراطية التي تطرحها امريكا ومبادرة الشرق الاوسط الكبير والمعني من ورائها وسياسات امريكا في المنطقة وهل ما تعكسه هو الديمقراطية الحقة؟ الطريق إلي الديمقراطية نجحت قطر في تنظيم لقاءات دولية كثيرة عقدت علي اعلي مستوي ومنها منتدي الديمقراطية هذا الذي هيأ الفرصة للتفكير في اكبر الرهانات في عصرنا الحالي ولعل احدي حسنات هذا المنتدي انه اظهر امريكا علي حقيقتها.. كيانا هشا يعتمد علي قوته العسكرية ولكنه يفتقر الي المضمون الفكري ولا يمكن لمن سقطت مصداقيته ان يصبح المايسترو الذي يقود العالم لقد ظهر المحاورون الامريكيون المشاركون في المنتدي وكأنهم صورة مصغرة لساسة البيت الابيض في ادارة بوش الصغير انضوي الجميع تحت عباءة المحافظين الجدد بيمينيتهم المتطرفة وتطلعاتهم غير الشرعية لتحقيق اهدافهم في العالم عامة ومنطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة ولا غرابة فهم ليسوا الا جماعة منتفعين انبروا في محاولة لفرض اجندتهم علي المنطقة توطئة للهيمنة عليها الي الابد مستغلين في ذلك الديمقراطية كوسيلة لتحقيق اهدافهم غير ان الاحداث اكدت ان الطريق الي الديمقراطية لا يمر بأمريكا..