تكتسب العلاقات الاقتصادية المصرية الإفريقية أهمية بالغة لارتباطها بالبعد الاستراتيجي للعلاقات التاريخية التي ترتبط بها مصر مع أشقائها الأفارقة. والتي تستلزم استخدام جميع الأدوات لتدعيم هذه العلاقة وتوقيتها علي جميع المحاور السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية. وما من شك أن العلاقات الاقتصادية والتي تدعم المصالح المشتركة وتسهم في إحداث التنمية الشاملة لكل الأطراف تلعب دوراً مؤثراً في دعم هذه العلاقات. ان التبادل التجاري والاستثمار المشترك من الأدوات المهمة المطلوب تعظيمها وتكثيفها مع دراسة للواقع والظروف التي تحدد طبيعة وأساليب التعامل مع السوق الإفريقي حيث تؤكد الدراسات التي تمت بالفعل أهمية عدد من العوامل المؤثرة والتي يمكن أن تسهم في تدعيم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري فيما لو تم أخذها في الاعتبار ونذكر منها: أولاً: ضرورة الاتصال المباشر والتواجد الفعلي بالأسواق الإفريقية خاصة تلك الدول التي لها اتصال مباشر وانفتاح علي وسائل الاتصال سواء البحري أو الجوي أو البري ليسهل من خلالها التعامل مع الأشقاء الآخرين الذين شاءت ظروف الخريطة السياسية عدم انفتاحهم علي طرق المواصلات. ثانياً: وجود آليات للمعاملات المالية وذلك للتغلب علي مشاكل ضعف البنية المصرفية والتعاملات البنكية مع الدول الإفريقية. ولا شك أن الآلية التي طرحتها وزارة التجارة الخارجية بشأن التعامل مع إفريقيا من خلال مراكز مصرية تنشأ في عدد من البوابات الإفريقية متاح فيها المنتجات المصرية وتدعم من خلال ثلاثة أطراف منها المصدرون البنوك مؤسسات التأمين وضمان المخاطر يمكن أن تمثل إحدي الوسائل الداعمة. ويؤكد هذا النتائج ومؤشرات النجاح التي حققتها عدد من الشركات المصرية من خلال تواجدها المباشر في عدد من الأسواق الإفريقية. ثالثاً: الاستثمار المصري الإفريقي لا شك أن الاستثمار المشترك المصري الإفريقي في الأسواق الإفريقية يلعب دوراً مهماً ويساعد عل0ي: 1 تدعيم العلاقات التجارية والصادرات المصرية من منتجات وخدمات لهذه الأسواق ويساعد أيضاً علي تلبية احتياجات السوق المصري لمنتجات تتوافر في هذه الأسواق. 2 تدعيم خطط التنمية الإفريقية بما يسهم في دعم علاقات الثقة والمصالح المتبادلة والتي يجب أن تسير في كلا الاتجاهين. لا شك ان الاهتمام بالعلاقات الإفريقية الآن يجد صدي لدي كل المشتغلين والمهتمين بالاقتصاد الوطني ودوره لتدعيم الأبعاد القومية لهذه العلاقات، وما نشهده هذه الأيام من أحداث منها: * مؤتمر الغرف التجارية الإفريقية والذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية. * الملتقي الإفريقي والذي سعي إلي تحقيقه الغرف الصناعية في اتحاد الصناعات المصرية وخاصة غرفة دباغة الجلود وغرفة صناعة الجلود ونجاحهما في استضافة واحدة من أهم الأحداث الدولية الإفريقية الداعمة لقطاع من القطاعات الصناعية المهمة في العديد من الدول الإفريقية وهو قطاع الجلود والذي يعتمد علي الثروة الحيوانية الإفريقية أحد أهم وأكبر الثروات الإفريقية والعالمية، والذي يعمل هذا الحدث علي المساهمة في تنميتها والارتقاء بها ويعقد من أجله لقاءاً دولياً أفريقياً كل عامين في أحد الدل الإفريقية وتنظمه مؤسسات الأممالمتحدة (مركز التجارة العالمي اليونيدو الاونكتاد مركز تنمية الصادرات الهولندية الاتحاد الإفريقي للجلود). وقد نجحت مصر خلال اللقاء الذي تم في أديس أبابا هذا العام في أكتوبر الماضي في الفوز بالإجماع باستضافة هذا الملتقي الإفريقي عام 2006 في القاهرة تقديراً لدور مصر ليس فقط كأكبر دولة إفريقية في صناعة الجلود ولكن لثقلها السياسي وتوافر الميزات الهائلة التي تتمثل في البنية الأساسية القوية للمعارض والمؤتمرات والاتصالات والتي يدعمها مناخ الأمن والأمان. هذا وغيره لا شك سيسهم في دعم العلاقات المصرية الإفريقية ويسهم في تقريب الأشقاء الأفارقة الذين يؤمنون ويقدرون تماماً الدور المصري التاريخي في دعم الحرية والتنمية لدي كثير من دولهم.