فوز لجان الخارجية والقوى العاملة والصناعة بمجلس النواب بالتزكية    رئيس الوزراء: جهاز الشرطة له دور وطني في الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين    الرئيس السيسي يهنئ غينيا وكوريا وتوفالو بيوم الاستقلال والتأسيس الوطني    محطة معالجة سلامون بحرى تحصد المركز الأول فى تسرب الكلور بمسابقة تنمية مهارات السلامة    رئيس الوزراء: تصاعد التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة يفرض ظرفًا استثنائيًا يلقي بظلال تأثيراته على الأوضاع الاقتصادية لبلدان المنطقة    الصحة: اختبار المجلس الصحي المصري يضمن نوعًا من المساواة بين كل الخريجين.. فيديو    ارتفاع الدولار أمام الجنيه خلال منتصف تعاملات الأربعاء 2 أكتوبر    بتخفيضات 25%.. الزراعة تطلق 7 منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار مخفضة في القاهرة    البورصة تستهل تعاملات جلسة اليوم الأربعاء بتراجع مؤشراتها    مجلس الوزراء: 2200 جنيه سعراً استرشادياً لأردب القمح    بنك مصر وأمازون لخدمات الدفع الإلكتروني يعقدان شراكة استراتيجية مع مصر للطيران    وزير التعليم العالي يستقبل وفد جامعة أبردين البريطانية    غرفة الصناعات الغذائية تشارك للعام الثالث في مهرجان النباتات الطبية والعطرية بالفيوم    الرئيس السيسي يطلع على نتائج المشاركة المصرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة    «القاهرة الإخبارية»: غارات إسرائيلية مكثفة على معظم أنحاء قطاع غزة    السيسي يستقبل قائد قوات الدفاع الشعبية بجمهورية أوغندا    الزمالك يجري تعديلات على لائحة الفريق    عبدالواحد السيد يكشف عن مفاجأة خاصة لجوميز قبل السوبر الأفريقي    عرابى: اختيار رمضان لمنصب المدير الرياضى موفق للغاية.. منح اللاعبين راحة من إختصاص الجهاز الفنى فقط    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    قرار من المحكمة بشأن الراقصة ليلى    سقوط 6 تشكيلات عصابية وكشف غموض 45 جريمة سرقة | صور    انهيار جزئي في عقار بالدقي    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    ضبط شركة إنتاج فنى بدون ترخيص بالقاهرة    اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم إقليم أسيوط خلال عصر سنوسرت الأول | صور    بعد التأجيل.. موعد تكريم منة شلبي بمهرجان الإسكندرية    «غير تقليديين».. 5 أبراج تتميز بأنها أوبن مايند (تعرف عليهم)    كلاكيت ثالث مرة.. سهر الصايغ ومصطفى شعبان في دراما رمضان    "أبوالريش" تستضيف مؤتمرًا دوليًا لعلاج اضطرابات كهرباء قلب الأطفال    مساعد وزير الصحة: مبادرة «بداية» تهتم بالإنسان منذ النشأة حتى الشيخوخة    «الصحة»: ارتفاع معدلات وفيات الأطفال بسبب الولادات القيصرية والرضاعة الصناعية    رئيس «الرعاية الصحية» يلتقي نظيره الفرنسي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك    هل يبحث الأهلي عن ظهير أيمن بعد إصابة محمد هاني؟.. مصدر يجيب    "خبر سار".. نائب رئيس الزمالك يكشف مفاجأة بعد التتويج بالسوبر    كل الآراء مرحبٌ بها.. الحوار الوطني يواصل الاستماع لمقترحات الأحزاب والقوى السياسية حول ملف دعم    الجيش الأردني يحبط محاولة تسلل وتهريب لكميات من المواد المخدرة قادمة من سوريا    بالفيديو.. الأعلى للثقافة تكشف تفاصيل التقدم لجائزة الدولة للمبدع الصغير    عالم بالأزهر الشريف: «لو فيه حاجة اسمها سحر وأعمال يبقى فيه 100 مليون مصري معمول ليهم عمل»    أذكار الصباح والمساء مكتوبة باختصار    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في مصر: آفاق جديدة لقطاع البناء في أكتوبر 2024    كواليس مثيرة حول استبعاد حسام حسن ل إمام عاشور من منتخب مصر    محمد فاروق: الأهلي يجهز عرضين لفك الارتباط مع معلول    مياه القناة تعلن استعدادها لاستقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    امرأة ب«رحمين» تنجب توأمين بحالة نادرة.. ما القصة؟    إلهام شاهين عن الهجمات الإيرانية على إسرائيل: «أكره الحروب وأنادي بالسلام»    «الداخلية»: غلق كلي لشارع عزيز أباظة في الزمالك لمدة 10 أيام (التحويلات المرورية)    اليوم.."البحوث الإسلامية" يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة» بلقاء حول الأخوة الإنسانية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    «الإفتاء» توضح حكم الشرع في إهمال تعليم الأبناء    بالصور.. نجوم الفن في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    حكم زيارة قبر الوالدين كل جمعة وقراءة القرآن لهما    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    عاجل - أوفينا بالتزامنا.. هذه رسالة أميركية بعد هجوم إيران على إسرائيل    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الآخر لعام 1446 هجريا.. اليوم    إعلام إيراني: أول استخدام لصاروخ فتاح الفرط صوتي في الضربة على إسرائيل    محمود فايز عن دوره في "انترفيو": "متعرفش تحدد هو كويس ولا وحش واتضربت كتير"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنتدي الافريقي في بكين
افريقيا بين النموذج الصيني والنموذج الأمريكي
نشر في العالم اليوم يوم 08 - 11 - 2006

المنتدي الصيني الافريقي الثالث الذي عقد في بكين بداية الاسبوع وحضره الرئيس حسني مبارك وحوالي أربعين من الرؤساء والقادة الافارقة آثار ردود فعل واسعة في الاوساط الاوروبية والامريكية بشكل خاص.
وخرجت العديد من الدراسات والمقالات التي امتلأت بها الصحف الأمريكية تحذر من مخاطر ما أسموه بالاستراتيجية الصينية في افريقيا والتي تلاقي نجاحا واسعا في مواجهة السياسات الامريكية والغربية في القارة السمراء خاصة ان المنتدي الافريقي الصيني الأخير يجيء تتويجا لما اطلقت عليه الصين بعام افريقيا والذي شهد زيارات لكبار المسئولين الصينيين بما فيهم الرئيس هيوجنتاو ورئيس الوزراء لأكثر من 15 دولة افريقية ووقعت عشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية حيث تقوم الصين بتقديم مساعدات مادية وعملية الي الدول الافريقية وتدريب الكوادر البشرية واقامة مشروعات صناعية مشتركة والمساعدة في استكمال البنية الأساسية واسقاط الديون عن 20 دولة وفتح السوق الصيني أمام المنتجات الافريقية.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وافريقيا سنة 2005 (40 مليار دولار) من المنتظر ان يصل الي 60 مليار دولار في العام القادم وكان لا يتجاوز 10 مليارات دولار سنة 2000 اي انه تضاعف أربع مرات في خمس سنوات..
ومنتدي التعاون الصيني الافريقي أنشئ سنة 2000 علي المستوي الوزاري وذلك لدعم التفاهم والتعاون والتضامن بين الدول الافريقية والصين وتقرر أن يعقد كل ثلاث سنوات وكان اجتماعه الأول في بكين ثم عقد في اديس ابابا سنة 2003 وفي بكين 2006 ومن المنتظر ان يعقد في القاهرة سنة 2009.
وقد عقد المنتدي هذه المرة علي مستوي القمة وحضره حوالي 40 رئيسا ومسئولا افريقيا وصدر عنه اعلان بكين الذي يتضمن اسس التعاون في السنوات القادمة ويجيء اعلان بكين مدشنا للاحتفال بمرور خمسين عاما علي الاعتراف بالصين الشعبية افريقيا ومن المعروف ان مصر كانت اول دولة في الشرق الاوسط وافريقيا تعترف بالصين الشعبية سنة 1956 وذلك في مواجهة الموقف الامريكي الذي كان يصر علي عدم الاعتراف بالصين الام حيث كانت فرموزا -تايوان حاليا- تحتل هذا المقعد في مجلس الامن.
وقد لوحظ قبل واثناء وبعد انتهاء المنتدي اهتمام واسع وخاصة من جانب الاوساط السياسية الامريكية والغربية حيث حفلت الصحف واجهزة الاعلام الامريكية بتقديم الدراسات والعديد من المقالات التي تحذر من الاستراتيجية الصينية في افريقيا.
وفي دراسة لمجلس العلاقات الخارجية الامريكية ملخصها هذه الايام ان الصين قد ضاعفت من تجارتها وتعاونها الاقتصادي مع افريقيا في السنوات الاربع الماضية ثلاث مرات (40 مليار دولار) الامر الذي يجعل الصين هي الدولة الثالثة في الاستثمار في افريقيا بعد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وربما تضعها الاحصائيات قريبا في الموقع الاول.
وتؤكد الدراسة ان الاهم هو أن العديد من القادة الافارقة ينظرون الي الصين باعتبارها النموذج الاقرب والملائم للتطور والتنمية والقابل للتطبيق في بلادهم حيث تركز الصين في علاقاتها الإفريقية علي المشروعات المتعلقة بالبنية الاساسية والاتصالات والتنمية الزراعية وإقامة المشروعات المشتركة لصناعات محلية، وترفع الصين شعار "تعاون بلا حدود وبلا شروط" الأمر الذي جعل الكثير من السياسيين الأفارقة يجرون مقارنات مع المساعدات الأمريكية التي غالبا ما ترتبط بشروط وإجراءات اجتماعية وسياسية.
وكاتبة أمريكية تعمل مديرا للدراسات الآسيوية وأخري عضوا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية تحذران في دراسة مشتركة لهما من التواجد المكثف للصين في إفريقيا والذي يكسب كل يوم أرضا جديدة حتي أصبحت هي الشريك الأول لعدد من الدول الإفريقية، ونبهت الكاتبتان إلي الشعار الذي رفعه الرئيس الصيني هيوجنتاو في زيارته الأخيرة لبعض الدول الإفريقية وهو التعاون علي أساس المساواة والعدالة والثقة بالذات والقدرة علي مواجهة المشاكل الحقيقية.
وفي دراسة أخري قام بها مركز الدراسات الآسيوية في جنيف تشير إلي ان غالبية القادة الأفارقة معجبون بالنموذج الصيني، وهم يعرفون جيدا ان الصين كانت منذ حوالي ثلاثة قرون دولة نامية متخلفة مثل كثير من الدول الإفريقية ولكنها استطاعت ان تحقق تنمية شاملة تضاعفت ثماني مرات في تلك العقود الثلاثة وبعيدا عن توليفة البنك الدولي وصندوق التنمية وشروطهما.
وتركز الدراسة علي الفارق الأساسي بين النموذج الأمريكي والنموذج الصيني أمام الأفارقة حيث ان النموذج الأمريكي ارتبط في ذهنهم باعطاء النصائح والتوجيهات، ثم فرض العقوبات وارسال الصواريخ، بينما تقدم النموذج الصيني حلولا عملية لمشاكل المجتمعات الإفريقية في تواضع غير مشروط.
وتعطي الدراسة أمثلة كثيرة للفارق الكبير بين دور الصين في إفريقيا والدور الأمريكي والغربي في مجال محاربة الفقر، فيما تقدم أمريكا المعونات والمساعدات المشروطة ممثلة في فائض الغذاء واحيانا فائض السلاح، فإن الصين تشتبك مباشرة مع الواقع والمشاكل الإفريقية من خلال إقامة مشروعات حيوية مشتركة.
وتقدم الدراسة ما اسمته بالمنهج الصيني في العلاقات مع إفريقيا الذي يعتمد علي عدد من المحاور أهمها وضع الاحتياجات الحقيقية للناس في المقدمة، والتطور التدريجي المنهجي بعيدا عن المغامرات غير المضمونة مع وجود الدولة القوية القادرة علي التخطيط والتنفيذ والارتباط الحقيقي بمصالح الجماهير ثم أخيرا الانفتاح علي تجارب الآخرين خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجارة الدولية والعولمة مع الدقة في وضع الأولويات مثل الاهتمام بالزراعة ثم تأتي الصناعة والقيام بإصلاحات اقتصادية في الأداء والإدارة يواكبها إصلاح سياسي.
وتذهب الدراسة بعد زيارات ميدانية لأكثر من 18 دولة افريقية إلي ان النموذج الصيني في مساعدة الدول النامية والفقيرة كان له تأثير كبير يفوق كثيرا النموذج الأمريكي والغربي القائم علي برامج البنك الوطني وصندوق التنمية فيما يسمي ببرنامج المواءمة والذي يدعو إلي الخصخصة الواسعة قبل ان توضع الأسس والإطارات المناسبة التي يمكن ان تستوعب ذلك، والذي لا يضع في اعتباره الظروف الخاصة للمجتمعات ودرجة نموها وتطورها الأمر الذي أدي مثلما تذهب الدراسة إلي كارثة في عدد من الدول مع ازدياد معدلات الفقر والبطالة وتوسيع الهوة بين الفقراء والأغنياء، ويطلق الأفارقة علي هذا النموذج بالنموذج العادي للديمقراطية الحقيقية والمشجع للصراعات العرقية والاثنية والدينية مثلما يتضح ذلك جليا في بلدان مثل هايتن والفلبين والعراق.
ويبدو واضحا ان إفريقيا قد اختارت طريقا آخر للتطور يشبه إلي حد كبير طريق دول أمريكا اللاتينية التي رفضت روشتة البنك الدولي وصندوق التنمية بعد معاناة وازمات اقتصادية واجتماعية كبيرة وهو الطريق الأقرب للمنهج الصيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.