رأي خبيران نفطيان أن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الأيام الأخيرة أمر "طبيعي ومتوقع" وأن الأسعار وفقا للمعطيات ستدور في فلك ال110 دولارات للبرميل خلال الربع الثاني من العام الحالي . وأرجع الخبيران في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الزيادة السريعة السابقة في أسعار النفط خلال الربع الأول من العام إلي "توتر الأوضاع الجيوسياسية التي هدأت وبالتالي لم يعد هناك مبرر للزيادة" في وقت أكدت الدول المنتجة للنفط أكثر من مرة أن السعر المقبول والمناسب في الوقت الراهن هو 100 دولار للبرميل . واوضحا أن هبوط أسعار النفط بما فيها الكويتي الذي وصل إلي مستوي 115،85 دولار للبرميل يوم أمس بعدما كان عند مستويات تدور في فلك 123 دولارا خلال الربع الأول أمر ليس بالمقلق لأن الأسعار الطبيعية لن تهبط أكثر من 100 دولار . وقال الخبير النفطي خالد بودي إن الزيادة التي حدثت في شهري فبراير ومارس الماضيين كانت سريعة نتيجة التوتر في منطقة الخليج العربي لكنها عادت وهدأت مؤخرا خصوصا بعد المفاوضات التي تمت بين إيران ودول مجلس الأمن في تركيا حول ملف طهران النووي والتوجه إلي وجود حل مرض لجميع الأطراف . وأوضح بودي أن تراجع الاسعار كان متوقعا كما من المتوقع أن تنهي الأسعار العام وهي بين 100 إلي 110 دولارات للبرميل "إذا استمرت الاوضاع عادية ولم تحدث مفاجات" في اشارة إلي أن الارتفاع خلال الفترة الماضية لم يكن طبيعيا . وذكر أن التصريحات السعودية المتكررة بتأمين امدادات الطاقة أوجدت حالة من التوازن في السوق وأصبحت المخاوف محدودة مع رجوع الأمور لطبيعتها مبينا أن الأسعار لن تعود إلي السابق دون مستوي ال 100 دولار بأي حال من الأحوال . وقال إن المضاربات مازالت مستمرة ونشطة ولكنها لم تعد بالقوة نفسها لوجود مخاوف من هبوط الأسعار . من جانبه قال الخبير في اقتصادات وتسويق النفط محمد الشطي إن التقارير الأخيرة التي خرجت من الهيئات المسئولة مثل (وكالة الطاقة) و(اوبك) أوضحت أن الطلب العالمي علي النفط تراجع بما فيه الطلب علي نفط (اوبك) الذي بلغ حوالي 30،3 مليون برميل يوميا في حين أن إنتاج (اوبك) حوالي 31 مليون برميل يوميا مما يعني أن المعروض أصبح أكبر من الطلب "وبالتالي هبطت الأسعار" . وأضاف الشطي أن الطلب علي النفط انخفض بحدود 800 ألف برميل موضحا أن البيانات أفادت بأن الاقتصاد الصيني أصبح أضعف من ذي قبل في اشارة إلي أن هذا الاقتصاد كان نموه في الربع الأول من العام بحدود 8،9% لكنه مع بداية الربع الثاني أصبح 8،1% ويتوقع هبوطه إلي 7،5% ما يعني تباطؤا في النمو الصيني . وذكر أن الصين هي مكون أساسي في زيادة الطلب علي النفط في العالم مبينا أن الانخفاض في النمو لايعني الانخفاض عن ذي قبل وانما انخفاضا في الزيادة التي كانت متوقعة في اشارة إلي أنه كان متوقعا زيادة في الطلب علي النفط في العالم بما يعادل 1،3 مليون برميل لكنها انخفضت إلي 800 ألف برميل فقط . وقال الشطي إن من المؤثرات علي الأسعار في الوقت الراهن ارتفاع معدلات البطالة في أمريكا وأوروبا والتي وصلت إلي حدود 10% مشيرا إلي أن ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملات الأخري أسهم في هبوط أسعار النفط مؤخرا . وأضاف إن المؤشرات علي زيادة في المخزون الاستراتيجي الامريكي كان لها دور في هبوطا الأسعار مستعرضا من العوامل الأخري أن الربع الثاني من العام غالبا ما تدخل فيه نسبة كبيرة من الطاقة التكريرية ضمن برنامج الصيانة الدورية وبالتالي التوقف عن تكرير النفط في بعض المصافي مما يتسبب بقلة الطلب وزيادة المعروض .