تتفاوت ثمار الحفر عن الكربون تفاوتا شديداً لأن الفحم ليس كالماس برغم أن كل منهما مركب كربوني وبالأرقام فإن طن الفحم لا يزيد ثمنه علي 120 دولارا أما الماسة التي لها نفس السعر فحجمها ضئيل للغاية حتي إنك تجار بحثا إذا سقطت منك دون أن تجدها وتقول مجلة "الايكونوميست" إن شركة انجلو أمريكان واحدة من شركات المناجم الكبري في العالم، ولكنها عقدت يوم 4 نوفمبر 2011 صفقة ستدخلها إلي العالم السابق لصناعة الماس بدرجة أقوي مما هي عليه الآن فأنجلو كما نعرف تملك 45% من شركة الماس الشهيرة دي بيرز ولكنها قررت أن تتملكها كلها عدا نصيب حكومة بتسوانا ل15%، وقبلت دفع 5،1 مليار دولار لعائلة أوبنهايمر التي تملك ال40% الباقية لكي تتخارج كليا من الشركة وهو سعر يبدو مرضيا لأن صناعة الماس كلها تتلألا هذه الأيام. وسبب ذلك أن المعروض من الماس ليس متجها إلي الزيادة لأن كل مخزوناته المتاحة قد جري كشفها بالفعل والمناجم القديمة قل إنتاجها والمرجح أن يتجه إنتاج العالم السنوي من الماس إلي التناقص وفي نفس الوقت يتزايد الطلب علي الماس بقوة من جانب الاثرياء الجدد في الصين والهند ودول الخليج العربي ممن يحبون التباهي بالحلي والجواهر وبحلول عام 2010 سيصل حجم طلب هذه الدول علي الماس نفس حجم الطلب الأمريكي الذي يمثل حاليا نحو 40% من الطلب العالمي أي خمسيه أو نحو ذلك ومن دواعي الغبطة أن الطلب الأمريكي يتزايد بسرعة هو الآخر وقد أدي ذلك إلي زيادة سعر الماس 50% هذا العام. ولكن دي بيرز لم تعد نبع الماء الساخن في عالم الماس كما كانت من قبل ففي عقد التسعينيات من القرن الماضي كانت تنتج وحدها نصف إنتاج العالم من الماس وتتحكم في تسويق 80% من إجمالي الإنتاج العالمي ولكن المشترين راحوا يتخوفون من الماس المخضب بالدماء الذي يستخرج من مناجم افريقيا وتستخدم ايراداته في تمويل الحروب الأهلية وغير الأهلية التي ابتليت بها هذه القارة ولأن تتبع مصدر الماس ومعرفته مسألة صعبة فقد قررت دي بيرز حفظ سمعتها وعدم التعامل إلا في الماس الذي تستخرجه من مناجمها.