تتجه الشركات الهندية الحكومية نحو الدول الافريقية مثل جنوب افريقيا وبتسوانا وموزمبيق لتأمين صفقات يتم بموجبها شراء بعض مناجم الفحم هناك وذلك في محاولة لسد فجوة النقص التي تعاني منها البلاد. ويعتبر شراء مناجم الفحم من أولويات الحكومة الهندية حيث تملك بالفعل منجمين في موزمبيق كما تسعي لشراء المزيد في تلك البلاد وفي بلدان أخري افريقية لأن تكلفة استيراد الفحم من أمريكا إلي الهند كبيرة جدا نسبة لبعد المسافة بين البلدين مما يرجح كفة أفريقيا بالنسبة لها. ويذكر موقع بلومبرج الاقتصادي أن الشركة "الهندية للفحم" كبري الشركات المنتجة للفحم في العالم و"نيفيلي ليجنايت" المملوكتان من قبل الحكومة الهندية يخططان للحصول علي احتياطيات من الفحم في الخارج لدعم اقتصاد الهند الذي ينمو بوتيرة سنوية تتجاوز ال8%. وتسعي الشركة الهندية لشراء "بيابودي أنيرجي" الأسترالية للتعدين التي كانت تملكها شركة "ماسي للطاقة" الأمريكية وشركة أخري في إندونيسيا التي لم يتم الافصاح عن اسمها. وذكر الموقع الاقتصادي أن شركات الفحم الهندية استوردت نحو 72 مليون طن من الفحم في السنة المالية الماضية. ويأتي توجه الهند بعد أن فقدت بعض الأصول في الخارج لحساب الصين في الوقت الذي تسعي فيه الاقتصادات الآسيوية الرئيسة التي تحقق نموا سريعا لتأمين ما تحتاجه من الطاقة. وأنفقت الشركات الصينية الحكومية نحو 32 مليار دولار في العام الماضي علي استحواذات للطاقة والأصول في الخارج مقارنة بانفاق الهند الذي لم يتعد سوي 2,1 مليار دولار الذي استثمرته شركة النفط والغاز الطبيعي. ومن المتوقع أن يرتفع طلب الهند من الفحم لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقدين القادمين إلي ملياري طن. وانتجت الهند نحو 530 مليون طن من الفحم في العام الماضي حيث من المنتظر أن تستورد محطات الطاقة في البلاد 60 مليون طن في غضون السنة المالية المقبلة.