منذ أن تولي جاريث بيني منصبه كمدير عام لشركة "دي بيرز" الشهيرة في عالم الألماس يتعرض بيني للكثير من التحديات الصعبة ومنها زيادة المنافسة سواء فيما يتعلق بافتتاح مناجم جديدة أو متاجر للألماس من قبل غرمائه. كما تواجه الشركة ورئيسها الجنوب أفريقي الجديد الكثير من العقبات ومنها حكم الاتحاد الأوروبي ضد شراكتها مع شركة "الروسا" كما تطالب الدول المنتجة بالحصول علي حصة أكبر في هذه التجارة ليس ذلك فقط بل يعاني بيني من حالة عدم التيقن في الاقتصاد العالمي وزيادة أسعار الفائدة وهو ما كان له تأثير سلبي علي مراكز صقل وتقطيع الألماس وهو ما خفض الإمدادات إلي تجار التجزئة. كما يتعرض منتجو الألماس بصفة حادة إلي انتقادات كبيرة بسبب كما يقول بعض المنتقدين أن هذه الماسات ملطخة بالدماء. وكان نجم هوليوود ليوناردو دي كابريو قد أعاد بانتقاداته إلي الأذهان دور هؤلاء المنتجين في إشعال الحروب الأهلية في أفريقيا إلا أن أصعب مهمة وكما يعترف بيني هي البحث عن مصدر جديد للإنتاج لسد حاجة المستهلكين في اقتصاديات متنامية وبقوة مثل الصين والهند. ويقول أحد المحللين إنه في حالة عدم اكتشاف مناجم جديدة فمن المتوقع أن يفوق الطلب العرض وهو ما سيؤدي إلي وجود نقص في حجم المعروض. وفي مكتبه الفاخر في لندن تم اللقاء مع بيني الذي بدا واثقا من قدراته علي تجاوز العقبات مشيرا إلي أنه من الطبيعي أن تكون هناك منافسة قوية. وولد جاريث بيني في جنوب أفريقيا وهو حفيد لجوليان أوجيليفي طومسون رئيس شركة "أنجلو أمريكان" و"دي بيرز" عندما كانت الشركتان في كيان واحد. وتعلم بيني في "ايتون" ثم في جامعة اكسفورد وبعدها التحق بالعمل في المجموعة المنتجة والمالكة لشبكة تسويق الألماس. وبعدها أصبح مديرا لفرع الشركة في بتسوانا وهناك حصل علي الخبرة في مجال إدارة أكبر مناجم للألماس بالإضافة إلي مراكز تقطيعه وصقله.. وفي عام 1999 أسندت إليه مسئولية وحدة "دي بيرز" للقرارات الاستراتيجية وهي الوحدة التي كان الغرض منها هو نقل الشركة من مجال الاحتكار العالمي إلي الشفافية. وبعد أن تولي مسئولية الشركة بالكامل كان عليه أن يواجه الانتقادات الموجهة إلي "دي بيرز" قائلا إن الشجرة طويلة القامة ستواجه دائما الرياح العاتية. وقام بيني بتوسيع حضور "دي بيرز" الدولي حيث أقدم علي افتتاح مكاتب لها في الصين والهند.. وأوضح بيني أن مهمته هي إدارة التغييرات التي طرأت بالشركة مشيرا إلي أنها أصبحت شركة عالمية تمر بمرحلة تغيير ديناميكية. كما يشرف حاليا علي عملية نقل مراكز الشركة من لندن إلي إسرائيل وبتسوانا لينهي ما يعرف بدور لندن الذي اضطلعت به كمركز وحيد لتجميع الألماس من جميع أنحاء العالم وصقله وتقطيعه ثم إعادة شحنه مجددا.