قرأنا عن قيام القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان بقتل 300 من قيادات طالبان في الشهور الأخيرة. ولكننا لم نقرأ عما يجري تحت سطح ميادين القتال في أفغانستان وهو ما أعلنه رجال كرزاي الرئيس الأفغاني. قالوا إن القوات الأمريكية قصفت ممرات آمنة لرجال طالبان للمرور من مواقعهم العسكرية القتالية إلي العاصمة الأفغانية كابول للتفاوض مع الرئيس الأفغاني حول شروط السلام في البلاد. وأضافوا: - القوات الأمريكية لا تضمن الممرات الآمنة فحسب بل إنها توفر مقاعد في الطائرات لرجال طالبان للوصول إلي كابول. وهناك 12 وفدا من طالبان يجري مفاوضات في الوقت الحاضر مع رجال كرزاي للوصول إلي اتفاق سلام. ويقول المسئولون القريبون إن 12 قناة للمفاوضات تجري في وقت واحد في محاولة لوقف القتال في أفغانستان. وقد قامت حكومة كرزاي بتوسيع فكرة مفاوضات السلام بإنشاء المجلس الأعلي للسلام من 70 عضوا بعضهم له صلات قديمة بطالبان. وبين أعضاء هذا المجلس أيضا مقاتلون علي الحدود الأفغانية الباكستانية. ويري قائد القوات الأمريكية الجنرال بيترايوس أنه دون اشتراك باكستان في مفاوضات السلام فلا أمل في نجاحها.. يجب أن تبارك باكستان هذه المفاوضات وإلا فإنها ستفشل. ومن هنا كان تقديم حكومة أوباما لمساعدات لحكومة باكستان حتي تساعد مباحثات السلام. وقد اعتمدت دول الغرب 874 مليون دولار لضم طالبان لمباحثات السلام. وهذا يبين أن أمريكا مقتنعة بأن الحرب وحدها لن تؤدي إلي فرض السلام في أفغانستان رغم تدعيم القوات الأمريكية وقوات التحالف. وإذا كانت أمريكا تريد الانسحاب من العراق فإنها أيضا تريد الانسحاب من أفغانستان ولكنها لا تعلن ذلك وتري التمهيد للانسحاب يبرر مباحثات للسلام بين كابول وطالبان! محسن محمد