قالت عقيلة صالح منسقة مركز معلومات الأمن الغذائي بوزارة الزراعة إن وزارة الزراعة اكتشفت أن هناك كميات كبيرة من الحبوب التي يخزنها المزارعون بمصر تتعرض للتسمم بشكل موسمي بسبب سوء التخزين، وهو ما يفسر ازدياد معدل السرطان علي مستوي البلد، وبخاصة زيادة معدل السرطانات لدي أطفال الريف. وأضافت عقيلة صالح أمام الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لإعداد وصياغة سياسات تحقيق الأمن الغذائي أمس أن مركز المعلومات أعد دراسة مسحية شملت معظم محافظات مصر حول الأنماط الغذائية في الريف، وتبين من الدراسة أن أنماط الريفيين السيئة في تخزين الحبوب، والتي تشمل القمح والذرة، تتسبب في افساد الحبوب وتسممها بمادة "الافلاتوكسين" المسرطنة، مضيفة أن الجهات المعنية فشلت في توصيل التوعية للريفيين والريفيات فيما يخص التغذية. وأوضحت أنها طلبت من وزارة الزراعة دعم قطاع الارشاد الزراعي بألف مرشدة ريفية متواجدات بالفعل علي مستوي الجمهورية، وتفعيل دورهن في توعية المرأة بسبل التغذية السليمة. ونقلت عزة جوهر مديرة المعهد القومي للتغذية نتائج دراستها حول الأنماط الغذائية السيئة، وكان من نتائجها تعرض 25% من أطفال مصر لمرض التقزم، وإصابة 48% بالأنيميا بمختلف درجاتها بسبب سوء التغذية، فيما وجد أن نسبة 16% للأطفال في نفس السن لديهم الاستعداد للإصابة بمرض السكر، مطالبة بضرورة إعادة مكانة الرضاعة الطبيعية للأطفال. وقالت إن 2011 سيشهد إعلان خلو مصر بالكامل من الأمراض الناتجة عن نقص اليود، وأهمها التخلف العقلي. وفي نفس الاتجاه أفادت الدكتورة فاطمة هاشم ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بأن المنظمة أجرت دراسة بمحافظتين حول الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال تحت سن 5 سنوات بسبب سوء التغذية، وخلصت إلي أن 25% منهم مصابون بمرض التقزم، الناتج عن سوء التغذية، مضيفة أن نسبة استهلاك المواطن المصري وبخاصة الأطفال للحوم قليلة جدا، مطالبة بضرورة تنمية القطاع الحيواني لتأمين الغذاء للعائلات والاهتمام بالتغذية النباتية. وأكدت أن الفاو تجري الآن مسحا علي محافظات الجمهورية يهدف لدراسة تغيير الأنماط الغذائية بعد ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه المبالغ فيها هذا الموسم، بسبب التغيرات المناخية، ومن المتوقع الانتهاء منه قريبا. الاجتماع حضره ممثلو وزارات المالية والزراعة والتجارة والصناعة والصحة والباحثون بمختلف المراكز البحثية.