فجرت د. عائلة صالح، مدير مركز معلومات الأمن الغذائي بوزارة الزراعة مفاجأة باعترافها اكتشاف كميات كبيرة من الحبوب أهمها القمح والذرة تعرضت للتسمم في الريف، بسبب سوء التخزين، ما أدي الي إصابة عدد كبير من الفلاحين والريفيات في مصر بالسرطان وبخاصة أطفالهم. وقالت في كلمتها أمام الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري لإعداد وصياغة سياسات تحقيق أمن غذائي أمس: إن الجهات المعنية فشلت في الفترة الماضية أيضا في توصيل التوعية للريفيين والريفيات فيما يخص التغذية، وطالبت وزارة الزراعة بتواجد المرشدين والمرشدات لتوعية المرأة الريفية بعملية تغذية الأطفال وتخزين الحبوب حتي لا تصبح عرضة للتسمم والأمراض الفطرية (أفلا توكسين)، كما اقترحت ترشيح ألف مرشدة علي مستوي محافظات مصر لتوعية المرأة الريفية، موضحة أن هناك مشكلة كبيرة في تضارب الأرقام فيما يخص عدد المصابين بالأمراض والتغذية وأمراضها. ومن جانبها كشفت الدكتورة عزة جوهر مدير المعهد القومي للتغذية بوزارة الصحة عن تعرض أكثر من 25% من أطفال مصر لمرض التقزم وإصابة 48% بالإنيميا ما بين الحادة والمتوسطة بسبب سوء التغذية. وأكدت جوهر أن نسبة إصابة الأطفال في سن المراهقة من سن 10 إلي 18 سنة بمرض السمنة وزيادة الوزن بلغت 20% بحسب الدراسة التي أجراها المعهد، وهو ما يتسبب في أمراض مزمنة لهم قد تشمل تصلب الشرايين، فيما وجد أن نسبة 16% للأطفال في نفس السن لديهم الاستعداد للإصابة بمرض السكر. وطالبت بضرورة إعادة مكانة الرضاعة الطبيعية للأطفال، واتهمت شركات صناعة الألبان المجففة بأنها العدو الأول لأطفال مصر، بسبب لجوء الأمهات لهذه الألبان. وقالت جوهر: إن هناك مشروعات جديدة تقوم بها وزارة الصحة حاليا لخفض معدل الإنجاب من 3 أطفال حاليا والوصول بهم إلي طفلين فقط خلال الفترة القادمة، قائلة إن سنة 80 كان معدل إنجاب الأطفال 5 في كل أسرة، ووصل في 2008 وحتي الآن إلي 3 أطفال فقط لكل أسرة، وسيشمل المشروع التوعية الإعلامية. وقالت: سنقوم بإنشاء مشروع وهو خلو مصر بالكامل من الأمراض الناتجة عن نقص اليود، وأهمها التخلف العقلي. وأشارت الدكتورة فاطمة هاشم ممثلة الفاو في المؤتمر إلي أن المنظمة أجرت دراسات بمحافظتين بمحافظات مصر وكشفت عن وجود 25% من الأطفال تحت سن 5 سنوات مصابين بالتقزم، بسبب سوء التغذية، مضيفة أن نسبة استهلاك المواطن المصري وبخاصة الأطفال قليلة جدا، مطالبة بضرورة تنمية القطاع الحيواني لتأمين الغذاء للعائلات والاهتمام بالتغذية النباتية وخاصة بعد ارتفاع أسعار الخضروات في مصر.
