قبل عدة سنوات قال العالم المصري الراحل الدكتور أحمد شفيق، الذي كان يعمل علي اختراع دواء لعلاج مرض "الإيدز" إنه تلقي دعوة من إحدي شركات الأدوية الأمريكية الكبري للاجتماع به في مقر الشركة بالولايات المتحدة لمناقشة إمكانية مساعدته في أبحاثه. ومضي الدكتور شفيق يقول إنهم وبعد ان اجتمعوا به طلبوا منه تسليم كل أبحاثه والتوقف عن اجراء المزيد ومنحوه مبلغا ضخما من المال تعويضا عن هذه الأبحاث. ولما سألهم الدكتور شفيق.. لماذا أخذتم الأبحاث ولماذا لا نحاول إنتاج الدواء معا، أجابوه بالقول بأن لديهم الدواء المطلوب والعلاج الناجع ولكن هناك وقتا لطرح كل عقار جديد لكي يحقق المكاسب المطلوبة، ولو لم نفعل ذلك لأفلست شركات الأدوية ولما كنا قد استطعنا تحقيق كل هذه الأرباح الضخمة والانفاق علي جيوش الباحثين والعلماء..!! وشككنا في رواية الدكتور شفيق في حينها واعتبرناها شطحة من الشطحات، لكن يبدو أننا كنا مخطئين تماما، وان الأمور تدار علي هذا النحو فعلا..! فما يحدث الآن مع مرض انفلونزا الخنازير يؤكد أن في الأمر رائحة غريبة، وان القضية ليست كما تبدو عليه، فما معني كل هذا الذعر الذي يجتاح العالم لمجرد أن 45 شخصا قد توفوا بالفيروس خلال الأسابيع الأولي، ولماذا لم ينتفض الإعلام والأجهزة الصحية في العالم أمام كارثة أكبر تتمثل في وفاة مائة ألف شخص يموتون يوميا في العالم بسبب الجوع وتداعياته المباشرة واين منظمة الصحة العالمية من وجود نحو 653 مليون إنسان يعانون بشكل دائم من نقص التغذية كما تقول احصائيات المنظمة نفسها..!! إننا نميل الآن إلي تصديق ما يتردد في عدد من كبريات الصحف الأوروبية من أن هذا الفيروس الذي اجتاح العالم في ظرف قياسي، إنما هو انعكاس للأزمة المالية والاقتصادية التي اجتاحت العالم، وان شركات ضخمة للأدوية هي التي تمسك في يدها بزمام الأمور وتزيد من حدة التصعيد الإعلامي للتحذير من فيروس انفلونزا الخنازير تمهيدا لتحقيق عائدات ومكاسب مالية ضخمة من بيع اللقاح المضاد لهذا المرض..! ويؤكد هذه الافتراضات ما ذكره عالم الاجتماع السويسري يان تسيجلر المستشار في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة من انفلونزا الطيور من قبل عادت علي شركات الأدوية العملاقة بالمليارات من بيع الأدوية والان جاء الدور علي انفلونزا الخنازير لتضاعف هذه العائدات علي حساب فقراء العالم الذين لن يترددوا في التطعيم باللقاح الجديد. ويزيد من المأساة أن هناك مخاوف متزايدة من التأثيرات الجانبية الضارة للقاح المضاد لانفلونزا الخنازير حيث ذكرت تقارير صحية ان بعض المواد المضافة للتطعيم لزيادة قوته لها أثر سلبي كبير علي الجسم وعلي الجهاز المناعي كله ويمكن ان تسبب خللا في مستوي الفكر والعقل وأمراض المناعة والذاتية العامة والأورام المتعددة، ومعظم هذه الآثار الجانبية لا تبدأ أعراضها في الظهور إلا بعد نحو عام من التطعيم، ومرور هذه الفترة الزمنية الطويلة يحول بالطبع دون توجيه الاتهام للشركات المصنعة أو مطالبتها بأي تعويضات. ونشير هنا إلي ما حدث من قبل أثناء حرب الخليج الأولي عندما تم حقن لقاح الجمرة الخبيثة للجنود الأمريكان الذين شاركوا فيها، واصيب العديد منهم بعد ذلك بشلل دائم بسبب الأعراض التي تعرف الآن باسم متلازمة أعراض الخليج. إننا نخشي ونأمل أن تكون مخاوفنا غير صحيحة من أن فرض استخدام التطعيم الاجباري علي البشر سيؤدي إلي الإصابة بأمراض قاتلة، ونعتقد في ضرورة أن تكون الوقاية بالوسائل التقليدية حتي تتضح الأبعاد الكاملة حول هذا المرض بشكل أفضل..!