بقدر ما لدينا أعظم مقومات للسياحة، وأكثر عناصر الجذب والابهار للزوار من كل أنحاء العالم فإن لدينا في الوقت نفسه أسوأ فئات المجتمع التي تتعامل مع السائحين وتدفعهم إلي عدم العودة مرة أخري وتشوه صورة مصر وسمعتها في أعين العالم.. وقد يكون مقبولا أو ممكنا أن يكون هناك مغالاة في أسعار بعض الخدمات التي تقدم للسائح ومبرر لارتفاع الأسعار ومحاولة الحصول علي أكبر ربح ممكن عن طريق "الفهلوة" و"الشطارة" والاعتقاد الخاطئ بأن أي سائح لمصر هو من الأثرياء وانه لا يعرف شيئا عن الأسعار ولن يهتم كثيرا بارتفاع أثمان السلع. ولكن ما لايمكن التسامح معه هو ازدياد حالات التحرش الجنسي بالسائحين ومطاردتهم بشكل مسعور بنوع من الجهل والغباء والوقاحة في إطار اعتقاد خاطئ بأن هناك نوعا من الحرية الجنسية لدي بعض الجنسيات تجعل من ملاحقتهم والتحرش بهم أمرا طبيعيا. ولقد جاء تحذير أحمد النحاس رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية واضحا وصريحا في هذا الشأن إذ أكد ان استبيانا خاصا أجري علي السائحين الوافدين إلي مصر اشتمل علي اسئلة خاصة عن أشكال المضايقات التي تعرضوا لها أثناء وجودهم في مصر أظهر ان الكثيرين منهم أبدوا استياءهم من التحرش الجنسي والاحتيال والاستغلال. ولا يدعو الأمر الي اجراء استطلاع أو استبيان لمعرفة ذلك فمن يطوف بمناطق مثل الأهرامات وخان الخليلي سوف يشاهد بنفسه كل أشكال التحرش السخيفة والبغيضة من كلمات جارحة وتطاول بالأيدي في أسلوب سمج يخلو من الوعي والاحترام ويعكس أسوأ مستويات التعامل السياحي بشكل يدعو إلي الخجل والألم أيضا! وما يفعله بعض أصحاب القوارب الشراعية في نيل مصر سواء في القاهرة أو في الأقصر وأسوان من حركات وإيماءات وتلميحات جنسية مكشوفة أصبح أيضا نوعا من العدوي التي أصابت الجميع وانتشرت بينهم! إن هذه الحالة العجيبة والغريبة من غياب الوعي والثقافة السياحية إن استمرت في التزايد علي هذا النحو دون اجراءات رادعة وحازمة فإن السياحة الغربية لمصر سوف تشهد انخفاضا كبيرا مثلها مثل السياحة العربية التي بدأت تعزف عن القدوم إلي مصر بسبب عوامل أخري كالمغالاة في الأسعار والاحتيال عليهم في الأماكن السياحية!! [email protected]