جاءتني هذه الرسالة علي البريد الالكتروني من عدة مصادر وهي عبارة عن دعوة طيبة للاكثار من الاستغفار مع رجاء بتعميمها حتي تعم الفائدة وقد فعلت ولكن الفائدة ربما تكون أكثر نفعا مع تعليق ضروري للايضاح. تقول الرسالة: الناس هذه الايام يسعون في طلب الرزق.. هذا يأخذ قرضا ويشتري اسهما وهذا يعمل طوال يومه هنا أو هناك، واخر ما عاد يري اهله من كثرة ما يدور بحثا عن عمل. لكن توجد "شغلة".. ناس كثيرون ما فكروا فيها.. يقول الله سبحانه وتعالي: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا". هذه كلها اشياء تبدو صعبة أو مستحيلة ولكن رب العالمين سبحانه قادر أن يحققها لنا إذا حققنا المطلوب منا.. وهو شيء واحد فقط.. ولا اسهل منه "الاستغفار" والاكثار منه. وإليكم هذه القصة: في عصر الشيخ احمد بن حنبل، كان الشيخ احمد مسافرا فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف احدا في تلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان فافترش مكانه في المسجد واستلقي فيه لينام وبعد لحظات اذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ عدم النوم في المسجد، وبعد تجاذب اطراف الحديث.. قام الحارس بجر الشيخ احمد إلي الخارج جرا. عند وصولهما للخارج اذا بأحد الاشخاص يمر فسأل ما بكما؟ فقال الشيخ لا أجد مكانا انام فيه والحارس يرفض ان انام في المسجد، فدعاه الرجل إلي بيته، ذهب الشيخ معه، هناك فوجئ بكثرة تسبيح هذا الرجل وكان خبازا يعد العجين في المنزل ويكثر من الاستغفار، فحس الشيخ بأن امر هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه. في الصباح سأله: هل رأيت اثر التسبيح عليك؟ فقال الخباز نعم، كلما دعوت الله دعاءا استجاب لي، إلا دعاء واحدا.. فقال الشيخ وما ذاك الدعاء؟ قال الخبازي أن رأي الإمام احمد بن حنبل. قال الشيخ أنا احمد بن حنبل.. فوالله لقد كنت اجر إليك جرا، وهاقد استجيبت كل دعواتك. القصة معبرة والدعوة مؤثرة، ولا شك أن الاستغفار يريح النفس من الم الاحساس بالذنب لارتكاب الاخطاء سواء في حق من حقوق الله سبحانه وتعالي أو حق من حقوق الناس ولكن ذلك لا ينفي الاخذ بالاسباب فيما يتعلق بأمور الحياة والمعيشة والتنظيم الاجتماعي، فاذا كان الاستغفار يطهر الطريق إلي الله، فإن الاخذ بالاسباب هو قانون الحياة علي الارض.