اعترف أخيرا الرئيس الامريكي باراك أوباما بأن القوات الامريكية لم تحقق نصرا في حربها في افغانستان وقال إنه لن يمانع في التفاوض مع العناصر المعتدلة في طالبان.. وبهذا الاعتراف لحقت القوات الامريكية بالقوات السوفيتية التي هزمت في افغانستان منذ سنوات.. وهنا سوف يسجل التاريخ ان الشعب الافغاني ألحق هزيمتين عسكريتين باكبر قوتين في العالم ومنذ سنوات حذر العقلاء في العالم الرئيس الامريكي السابق بوش الصغير من صعوبة الحرب في افغانستان وان طبيعة الشعب الافغاني في القتال والصمود وقوة الاحتمال تمثل ظاهرة غير عادية وقالوا ايضا ان الطبيعة الجبلية في أرض افغانستان تجعل النصر أمرا مستحيلا وكان الشاهد علي ذلك ما حدث للاتحاد السوفيتي فقد كانت نهايته في افغانستان.. ولم يسمع الرئيس السابق بوش الصغير واستخدم كل اسلحة البنتاجون في ضرب مواقع المقاتلين في افغانستان.. واستطاعت قوات طالبان ان تلحق هزائم رهيبة بالقوات الامريكية وحلفائها.. والآن يعترف الرئيس أوباما ان النصر في افغانستان أصبح أمرا صعبا بل مستحيلا.. ومن هنا عرضت امريكا عقد مؤتمر دولي من أجل افغانستان تشارك فيه باكستان وايران ودول الجوار ولاشك ان هذا اعتراف بالهزيمة حتي وان جاء متأخرا.. وهنا يمكن ان يقال إن الارجح ان تقود طالبان لحكم افغانستان مرة أخري رغم كل ما يترتب علي ذلك من متغيرات سياسية.. لقد هزمت قوات طالبان الجيش الامريكي ولم يستطع بكل امكانياته ان يصل إلي زعيم القاعدة بن لادن فلا عرفت القوات الامريكية أين يختبيء ولا استطاعت الوصول إليه رغم انها استخدمت اسلحة محرمة دوليا في تدمير الجبال التي قال انه كان يعيش فيها مع رجاله. ان الخطير في الامر ان حرب افغانستان كانت من الاسباب الرئيسية في ضرب الاقتصاد الامريكي ولاشك ان ما يحدث في امريكا الآن من خراب اقتصادي كان نتيجة لحروبها في العراق وافغانستان لأن أقل التقديرات انها خسرت اكثر من خمسة تريليونات دولار بسبب هذه الحروب التي لم تحقق فيها نصرا.. وسوف تعود القوات الامريكية إلي قواعدها غير سالمة بعد كل هذه الخسائر وسوف تعود طالبان لحكم افغانستان وكأن أمريكا لا حاربت ولا غزت.. وسوف يبقي بن لادن في جبال افغانستان بعد ان عجزت اكبر قوة في العالم في الوصول إليه.. ان ذلك يؤكد ان الحسابات الخاطئة تصل دائما إلي نتائج خاطئة ولهذا خسرت امريكا الحرب في افغانستان والعراق ودفع الشعب الامريكي ثمن ذلك كله.