بقيت أيام قليلة ويتحدد القادم الجديد للبيت الأبيض وهل هو أوباما ذو الأصول الإفريقية أم جون ماكين العجوز الأبيض.. حتي اللحظات الأخيرة كان أوباما متقدما بسبع نقاط فقط في استطلاعات الرأي العام وإن كان الفارق قد تقلص وحصل أوباما علي 52% بينما حصل ماكين علي 45% وأياً كان الفائز في سباق الرئاسة الأمريكية إلا أن عهدا كئيبا سوف ينتهي مع رحيل الرئيس بوش. ولا اعتقد أن هناك رئيسا أمريكيا أو غير أمريكي شهد هذا الإجماع بالكراهية مثل الذي حدث مع الرئيس بوش.. لقد استطاع أن يجمع سخط العالم كله في سابقة لم تحدث من قبل.. والغريب أن معارك بوش جميعها انتهت بهزائم قاتلة.. هزمته طالبان والقاعدة في أفغانستان وهزمته المقاومة العراقية الباسلة.. وهزمه حزب الله في لبنان وهزمه الشعب الأمريكي حينما رفض كل سياساته الخاطئة.. كانت كل هذه الهزائم مسلسلا طويلا بدأ منذ ثماني سنوات وكانت آخر معارك بوش الخاسرة الأزمة الاقتصادية التي عادت بالاقتصاد الأمريكي عشرات السنين للوراء. لم يكن غريبا أن يرفض الشعب العراقي اتفاقياته مع الجانب الأمريكي ولم يكن غريبا أن ترفض طالبان التفاوض إلا بعد رحيل القوات الأمريكية عن الأراضي الأفغانية حتي مع الحكومة الأفغانية وليس فقط مع الجانب الأمريكي ولهذا سوف يخرج الرئيس بوش من البيت الأبيض وهو لم يحقق نصراً واحداً في أي معركة من معاركه ابتداء بمعركة الإرهاب وانتهاء بالقاعدة وطالبان ومحور الشر المزعوم.. وعندما يرحل الرئيس بوش عن البيت الأبيض سوف تطارده قضايا كثيرة وربما وجد نفسه أمام محكمة دولية كمجرم حرب في أفغانستان والعراق.. وقد يجد نفسه خلف القضبان أمام شعبه وأمام آلاف القتلي من الجنود الأمريكيين الذين ماتوا في كل هذه الحروب.. وقد يجد نفسه أمام ضحايا جوانتنامو أو سجن أبو غريب.. هناك سجلات ومسلسلات وفضائح كثيرة تنتظر الرئيس بوش بعد أن يخرج من البيت الأبيض وربما قضي ما تبقي من حياته في المحاكم والاستجوابات علي امتداد الكرة الأرضية فلا يوجد حاكم أساء لشعبه وأساء للإنسانية كما فعل الرئيس بوش في سنوات حكمه.