أكثر من 40 ألف جندي أمريكي سوف يتجهون قريبا إلي افغانستان لتعزيز القوات الأمريكية التي تحارب هناك ورغم مرور 8 سنوات علي الغزو الأمريكي لافغانستان فإن المقاومة الافغانية وقوات طالبان مازالت قادرة علي مواجهة الغزو الأمريكي.. ولو ان الإدارة الأمريكية قرأت ما حدث للقوات الأمريكية في فيتنام.. ولو أنها قرأت ما حدث للقوات السوفيتية في افغانستان لاعادت حساباتها في الوجود الأمريكي علي هذه الأرض.. ان في أفغانستان روحا من المقاومة لا يعرفها الغرب حتي الآن هل هو الإسلام الذي سكن القلوب من مئات السنين.. هل هي الأرض الجبلية التي تستطيع دائما ان تحمي نفسها وتؤمن حدودها.. هل هو الشعب الافغاني العظيم الذي يرفض الذل والانكسار حتي لو مات جوعا.. ان النماذج البطولية التي تسطرها القوات الافغانية حتي الآن تعكس روحا من الاصرار والصدق والبطولة.. لم يستطع الجيش الأمريكي حتي الآن ان يقهر المقاومة الافغانية ورغم الجيوش التي تتدفق كل يوم من الغرب ورغم الأسلحة الحديثة والقنابل العنقودية والطيران والصواريخ.. فشلت كل هذه القوات في تصفية المقاومة الافغانية التي تنتشر في كل مكان من ربوع أفغانستان.. ولعل هذا هو نفس السيناريو الذي واجه الدب الروسي علي أرض أفغانستان منذ سنوات.. ولكن الغريب في الامر ان الرئيس أوباما كان قد وعد في أول عهده بالحكم في البيت الابيض ان يسحب قواته من أفغانستان ويترك الشعب الافغاني يقرر مصيره لكنه لم يلتزم بما وعد به وقرر اخيرا ان يرسل دعما للجيش الامريكي هناك.. ان أمريكا لم تنتصر في فيتنام ولم تحقق نصرا في العراق ولن تكسب المعارك في أفغانستان.. ان آلاف الجنود من القوات الامريكية الذين قتلوا في أفغانستان يمثلون أسوأ صور الاحتلال والغزو بشعب آمن.. كنا نقول إن الحرب بدأت من خلال رئيس مجنون حكم اكبر دولة في العالم ولكن ماذا عن حاكم عاقل حصل علي جائزة نوبل في السلام.. كنا نتصور ان الامر سوف يختلف بين بوش وأوباما وبين الجمهوريين والديمقراطيين ولكن يبدو ان كل شيء في أمريكا صناعة واحدة لا فرق بين هذا وذاك.