بدأت الأزمة الاقتصادية العالمية تلقي بظلالها لها بقوة علي صناعة السياحة وخاصة الحركة الوافدة من الأسواق المصدرة للسياحة إلي مصر. تشير كل المؤشرات إلي أن هناك انخفاضا في حجوزات الفنادق خلال أعياد الكريسماس التي ستبدأ خلال ساعات وتتراوح هذه الانخفاضات ما بين 15% و25% وربما تتحسن في احتفالات رأس السنة الميلادية تعود بعدها للانخفاض الشديد الذي سيتجاوز 30% بداية من 10 يناير المقبل. يؤكد خبراء ومستثمرو السياحة أن الأمور ستسير من سيئ لأسوأ بداية من منتصف يناير المقبل وربما ستصل إلي ذروتها خلال موسم الصيف القادم خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن الأزمة الاقتصادية ستستمر لفترة طويلة. وتشهد الأيام القادمة اجتماعات مكثفة في وزارة السياحة حيث سيجتمع وزير السياحة مع الشركات والفنادق الكبيرة لوضع تصورات جديدة لتلافي الآثار السلبية للأزمة خلال الفترة المقبلة. انخفاض وتخفيض حامد الشيتي رئيس مجموعة ترافكو للسياحة والاستثمار وعضو غرفة الفنادق يؤكد أن معدلات الانخفاضات في الحجوزات القادمة بدأت تتزايد بدءا من يناير القادم. مشيرا إلي أن الانخفاضات ستتجاوز 25% وستختلف من شركة لأخري كما ستختلف من سوق لآخر خاصة أن التأثير السلبي للأزمة بدأ يتفاقم من الآن. وليس من موسم الصيف كما كان يتوقع البعض قبل ذلك. ويوضح الشيتي أن المشكلة الأكبر التي بدأت تلوح في الأفق هي قيام بعض الشركات المصرية والأجنبية "منظمي الرحلات" لتخفيض أسعارها بسبب هذه الأزمة.. وهو ما سيؤثر بالطبع علي جودة الخدمات المقدمة للسائحين. لافتا إلي أن أهم الأسواق التي بدأ الانخفاض في حجوزاتها هي أوكرانيا وروسيا وهولندا وبلجيكا. موضحا أن حجوزات اللحظة الأخيرة هي السائدة في الأعياد والمناسبات مثل أعياد الكريسماس ورأس السنة. ويضيف الشيتي أن وزير السياحة زهير جرانة سيعقد اجتماعا خلال الساعات القادمة مع كبري الشركات والفنادق لوضع التصورات واتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية علي صناعة السياحة.. مطالبا المستثمرين السياحيين بعدم خفض الأسعار حتي ولو صلت نسبة الاشغالات لأدني مستوياتها لأن خفض الأسعار هو أهم مشاكل السياحة في الوقت الحالي. الوقت حرج ويضيف المهندس أحمد بلبع رئيس غرفة الفنادق بجنوب سيناء أن هناك انخفاضا في الحجوزات الحالية يتجاوز 15% من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة مثل السوق الإيطالي والانجليزي والألماني وأيضا الروسي مؤكدا أن الأزمة ألقت بظلالها السيئة علي صناعة السياحة. مشيرا إلي أن الوقت أصبح مهما جدا وفي غاية الحرج ولابد من قرارات سريعة وحملات ترويجية سريعة وحوافز تشجيعية للسائحين مثل تخفيض رسوم المزارات السياحية ولو لفترة محددة حتي يتجاوز الآثار السلبية للأزمة. وكذلك فتح أسواق جديدة في الدول الشرقية وروسيا والتأكيد علي خطوط طيران جديدة من المدن الروسية إلي المدن السياحية المصرية مباشرة. ويلفت بلبع إلي أن الانخفاضات الكبيرة ستبدأ من النصف الثاني من يناير المقبل وستزداد إلي الأسوأ خلال الصيف القادم ويطالب بعدم خفض الأسعار حتي ولو وصلت نسبة الاشغالات لأدني مستوياتها. ويوضح أن أكثر المناطق السياحية تأثرا بالأزمة سيكون بالترتيب هي الأقصر وأسوان ثم الغردقة وتليها شرم الشيخ ثم مرسي علم وبالنسبة لأنواع المنتجات السياحية الأكثر تأثرا فستكون السياحة الأثرية والثقافية ثم الشاطئية ولتخفيف حدة الأزمة والكلام علي لسان "بلبع" يجب مساندة القطاع السياحي من قبل وزارة السياحة والجهات الحكومية المعنية وذلك لعبور هذه الأزمة بأقل الخسائر. يؤكد الدكتور خالد المناوي رئيس غرفة شركات السياحة أن الأزمة الاقتصادية العالمية بدأت تلقي بظلالها علي صناعة السياحة وهو ما ظهر واضحا في انخفاض الحجوزات الجديدة تماما في أعياد الكريسماس مقارنة بالعام الماضي مشيرا إلي أن الحجوزات القديمة قائمة ولا توجد أية الغاءات ولكننا كنا ننتظر حجوزات جديدة مثلما يحدث خلال هذه الفترة من كل عام. ويلفت المناوي إلي أن هناك انخفاضا في نسبة اشغالات الفنادق خلال هذه الفترة يصل إلي 30% مقارنة بالأعوام السابقة. إلا أن المؤشرات تشير إلي تحسن ملحوظ في اشغالات احتفالات رأس السنة الميلادية. موضحا أن سبب انخفاض اشغالات الكريسماس هو أن المواطنين في البلدان المختلفة أصبحوا غير آمنين علي دخلهم أو علي مستقبلهم نتيجة التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية علي جميع اقتصاديات العالم. والتي جعلت العديد من البنوك والشركات تقوم باتخاذ قرار الاستغناء عن نسبة كبيرة من العمالة ويوضح د. المناوي أن الأمل الوحيد لدي المستثمرين حاليا هو حجوزات اللحظة الأخيرة للسائحين. "Last menit bofing"