هل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. سؤال يتردد حاليا في الأوساط السياحية.. ففي الوقت الذي كانت فيه وزارة السياحة تتوقع زيادة معدلات التدفق السياحي للمقاصد المصرية خلال هذه الفترة من العام في ظل موجة السقيع التي تجتاح دول العالم وبصفة خاصة الدول الأوروبية التي تفضل المقاصد السياحية الدافئة دون غيرها في هذه الفترة فبعد أن استعدت الفنادق لاستقبال عدد كبير من السائحين القادمين من أوروبا أصيبت بصدمة كبيرة ضربت كل هذه الاستعدادات عندما اجتاحت موجة السقيع والثلج جميع العواصم الأوروبية وعطلت حركة الطيران في العالم وهو ما أدي إلي إلغاء آلاف الرحلات القادمة من أوروبا إلي السوق المصري. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحت هذه الفنادق ملزمة بإيواء وإعاشة السائحين المتواجدين في الفنادق الذين انتهت برامجهم لحين فتح مطارات دولهم في أوروبا مرة أخري، حيث تسببت موجة تساقط الثلوج، علي معظم الدول الأوروبية إلي تأخر وإلغاء عدد كبير من الرحلات إلي قضاء آلاف الركاب عدة ليالي في المطار انتظارا لاستئناف رحلاتهم. بعض الموشرات تشير إلي أن هناك تراجعا في حجوزات الكريسماس ورأس السنة في الفنادق المصرية والمشكلة الكبري أن الحجوزات المستقبلية تراجعت بدورها خلال الشهرين القادمين أيضا.. لكن في الوقت نفسه تضافرت هذه الأزمة مع ما شهده سوق السياحة العالمي بصفة عامة والسوق المصري بصفة خاصة من أزمات وحوادث طوال العام سواء استمرار تداعيات الأزمة العالمية علي بعض الأسواق وكذلك بركان أيسلندا وما صاحبه من تداعيات علي قطاع السياحة والذي أدي إلي انخفاض العملات الأوروبية وغيرها من الأزمات المحلية كحوادث الطرق مؤخرا أزمة "القرش" التي تسببت في مصرع احدي السائحات الألمانيات. في البداية يعترف هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية أن اغلاق المطارات في معظم الدول الأوروبية من جراء موجة السقيع ستسبب في خسائر للعديد من المستثمرين السياحيين زيادة نسبة الالغاءات في الحجوزات السياحية الأمر لم يقف عند هذا الحدبل لا يوجد طلب جديد علي المقاصد اللحظات الأخيرة والأمر يحتاج إلي وقفة من المسئولين والمستثمرين السياحيين لتكثيف التسويق خلال الفترة المقبلة في معظم الأسواق الخارجية. إلي أن كثرة الحوادث التي تعرضت لها السياحة في العام الحالي من الممكن أن تؤثر بالسلب علي الحركة السياحية مطالبا بوضع حلول جذرية لهذه الأزمات حتي لا تتفاقم الأوضاع أكثر من ذلك. المخاوف مستمرة في المقابل يؤكد الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم أن حجوزات الكريسماس أفلتت من تأثيرات "هجمات القرش" بأقل الخسائر، وهو الأمر الذي أكدته حجوزات معظم الفنادق في مرسي علم حتي الثلث الأول من شهر يناير المقبل لكنه يشير إلي مشكلة جديدة وهي المخاوف من الأحوال الجوية السيئة التي ضربت المطارات الأوروبية مؤخرا والتي علي أثرها انحسرت الحركة في كثير من المطارات وخاصة انجلترا واسكتلندا وبروكسل ولندن ووصل الأمر إلي إغلاق مطار شارل ديجول بفرنسا. ويلفت عبداللطيف إلي أن معظم المستثمرين يؤكدون أن استمرار سوء الأحوال الجوية وتأجيل الرحلات سوف يودي إلي ارتباك وخسائر للفنادق أبسطها تقليص مدة إقامة السائحين بسبب تأجيل هذه الرحلات كذا لم يستبعد أصحاب الفنادق إلغاء كثير من الحجوزات إذا ما تم استمرار سوء الأحوال الجوية مدة أطول. ويأمل أحمد بلبع رئيس غرفة فنادق جنوبسيناء في عودة حركة الملاحة الجوية إلي طبيعتها قبل بدء موسم الأعياد الرسمية حتي تسير الحجوزات الفندقية علي ما يرام مؤكدا إن نسبة الحجوزات خلال فترة الكريسماس في فنادق شرم الشيخ تصل إلي 80% حاليا وسوف تزداد إلي 85% و90% خلال رأس السنة أما بالنسبة لفنادق مرسي علم فتصل نسبة الحجوزات إلي 70% وسوف ترتفع إلي 80% خلال رأس السنة، مؤكدا أن شرم الشيخ تعافت تماما من تأثيرات هجمات القرش وأن العديد من منظمي الرحلات الأجانب تفهموا ذلك الأمر في ضوء أنها مجرد حادثة عادية تحدث في كثير من الشواطيء العالمية. ويشير بلبع إلي أن فنادق شرم الشيخ اتخذت مجموعة من الإجراءات لمنع تكرار حادثة هجمات القرش، حيث نشرت