ذكر مؤتمر الأممالمتحدة حول التجارة والتنمية (الاونكتاد) في تقرير الاستثمار الدولي لعام 2008 أن الهند احتفظت بمركزها كثاني أكبر وجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية العام الحالي وأنها ستظل كذلك حتي عام 2010 ولم تسبقها في هذا الترتيب سوي الصين. وستستمر تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة إلي الهند بالقوة التي كانت عليها في العامين السابقين علي الرغم من الأزمة المالية العالمية التي يشعر الكثيرون بأنها سوف تؤثر علي اقتصادات دول العالم كافة. وذكر التقرير أيضا دراسة قام بها بنك اليابان للتعاون الدولي التي قامت شركات التصنيع اليابانية فيها بوضع الهند في تصنيف أعلي من الصين بالنسبة لعمليات إنشاء الأعمال. يقول برميلا نازاريث ساتياناند خبير سياسات والأونكتاد: "من خلال ارتباطي الشخصي بمجال الصناعة، يمكنني القول إن الهدف الذي تأمل الحكومة الهندية في تحقيقه من الوصول إلي حجم استثمارات أجنبية مباشرة يبلغ 35 مليار دولار في العام 2008 2009 هو من الأهداف ممكنة التحقيق.. وبالرغم من ذلك، فإننا قد لا نري تدفقات كبيرة تأتي إلي الهند، وقد تكون التدفقات منخفضة في قطاعات مثل قطاع التصنيع لكن القطاعات الأخري ستشهد قدرا كافيا من النمو. ورغم ذلك فإن هناك خبراء آخرين يعتقدون بأن انخفاض السيولة علي مستوي العالم قد يؤثر علي تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة القادمة إلي الهند.. يقول بارثا موكوبادهياي، من مركز أبحاث السياسات: "من الممكن ألا تصل تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2009 إلي المستوي المتوقع وأن تؤجل إلي العام المالي التالي له"، كما يشير التقرير إلي تحسن ترتيب الهند علي مؤشر أداء الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة (وهو المؤشر الذي يقيم تدفق الاستثمارات الخارجية الوافدة إلي البلاد بالنسبة إلي إجمالي الناتج المحلي لها)، حيث تغير ترتيبها من المركز 110 في 2006 إلي المركز 106 في 2007 ويأتي ترتيب الهند بعد هونج كونج وإندونيسيا وجواتيمالا، وقبل ألمانيا وتايوان. وعلي مستوي قارة آسيا، استقبلت الهند رابع أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة عام 2007 (بعد الصين وهونج كونج وسنغافورة) باستثمارات قدرها 22،95 مليار دولار، بزيادة قدرها 73.16% مقارنة باستثمارات قدرها 19،66 مليار دولار عام 2006. ويعزي هذا النمو إلي افتتاح المزيد من المشروعات في قطاع الاتصالات وقطاع التجزئة بالإضافة إلي عمليات الإندماج والاستحواذ وقد أعلن عدد كبير من الشركات العالمية العاملة في قطاع التجزئة افتتاحها فروعاً جديدة لها في الهند خلال عام ،2007 بينما أعلنت شركات أخري اعتزامها افتتاح فروع لها في المستقبل القريب. كما تعد الهند أيضا رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في آسيا، حيث قامت الشركات الهندية باستثمار 64.13 مليار دولار في الخارج خلال عام ،2007 مقارنة بحوالي 84.12 مليار دولار خلال العام السابق عليه بزيادة قدرها 23.6%.