مع انتهاء حركة التصحيح الأخيرة التي شهدتها البورصة المصرية مؤخرا، بات هناك حديث واسع المدي عن أهم وأبرز القطاعات التي ستقود السوق خلال المرحلة القادمة لتحقيق ارتفاعات جديدة. عدد من خبراء الأوراق المالية قالوا إن هناك قطاعات بعينها قد تكون الأفضل للاستثمار خاصة التي تقوم بتوزيع كوبونات نقدية وبالتالي تسهم في تعويض بعض الخسائر التي لحقت بالمستثمرين. وأضافوا أن قطاعات الحديد والتشييد والبناء بالإضافة إلي أسهم شركات الاتصالات والبنوك قد تكون فرس الرهان خلال الفترة القادمة. بداية يري مصطفي بدرة الخبير بسوق المال أن أغلب القطاعات يوجد بها بعض الأسهم التي قد تستجيب لصعود السوق في الفترة القادمة مؤكدا أن قطاعي العقارات والأسمنت من أهم القطاعات المرشحة للصعود خلال الفترة القادمة بسبب ارتفاع الخامات مثل الحديد والأسمنت بالإضافة لارتفاع حجم الطلب علي الأسمنت نتيجة المشروعات الكبيرة في المدن ومشروعات الحكومة الضخمة. ويري أشرف صفي الدين، عضو مجلس إدارة الشروق أن السوق يحتاج فترة لإعادة تقييم الأسهم مرة أخري لوجود متغيرات كبيرة ومؤثرة علي الشركات مثل ارتفاع أسعار الطاقة مما يؤثر بشكل ملحوظ علي ربحية الشركات العاملة والمعتمدة علي الطاقة. رشح قطاعي الإسكان والعقارات للصعود حيث مازالت هناك فرصة جيدة للصعود بسبب خوف الناس من الغلاء والتضخم لذلك يفضلون وضع أموالهم في أصول لزنها أسعارها ترتفع مع ارتفاع معدل التضخم. ويستطرد قائلا إن قطاع الصناعات الغذائية والمحاصيل الزراعية لديها فرصة جيدة للصعود بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الغذاء في جميع أنحاء العالم. وأضاف أنه في حالة رفع حظر التصدير عن الأسمنت سيؤدي ذلك إلي صعود قطاع الأسمنت بأكمله ويصبح له تأثير كبير علي القطاع وكذلك مواد البناء. أوضح صفي الدين أن قطاع البنوك بعد فشل صفقة بيع بنك القاهرة يحتاج لفترة ليستعيد قوته مرة أخري لأن فشل الصفقة يوصي بأن القطاع غير مرغوب فيه حاليا. يذكر أحمد العطيفي، مدير البحوث والتطوير بشركة نيوبرنت لتداول الأوراق المالية، أن القطاعات المرشحة للصعود خلال الفترة القادمة تشمل أسهم قطاع خدمات النقل الملاحي خاصة ماراديف وكذلك قطاع الحديد ومواد البناء والتشييد، بالإضافة للأسهم القائدة مثل أوراسكوم التي حققت نتائج أعمال جيدة مشيرا إلي أن الأشخاص المتعاملين مع أسهمها يعرفون ما يتعاملون معه. ويستطرد قائلا: إن قطاع الحديد سيمر بمرحلة نمو كبيرة بسبب زيادة حجم الطلب خاصة مع قلة حجم الأسهم المتداولة مؤكدا أن الأسهم المتحركة هي أسهم الشركات القوية ذات حجم تداول قليل لأنه لا يمكن أن تحدث عليها مضاربات. ويضيف العطيفي أن قطاع النقل الملاحي يوجد لديه بعض الأسهم التي تتمتع بملاءة مالية قوية خاصة ماراديني التي قاربت أن يكون لها اسطول كبير بالإضافة إلي أن لديها خطة توسعية ومستقبلا جيدا فهي لم تتأثر بالهبوط الحادث في السوق حاليا. وأوضح العطيفي أن إدارات الشركات هي اللاعب الوحيد للارتقاء بمستوي شركاتها. ويقول حسام أبوشملة محلل مالي إنه في ظل التراجع الحاد الموجود بالسوق حاليا فإن الأسهم الموزعة كوبونات تعتبر الأفضل لأنها تعطي نسبة أمان بينما في وقت تراجع السوق تنكشف أسهم المضاربات علي حقيقتها وتظهر أسعارها الحقيقية. أضاف أن قطاع الأسمدة تماسك نسبيا نظرا لأهميته والاقبال المتزايد عليه وارتفاع أسعاره عالميا وكذلك حجم الاستثمارات فيه. ويري محمد فتح الله، مدير تسويق بشركة أوبتيما أن قطاعي البنوك والاتصالات مرشحان للصعود مشيرا إلي أن قطاع الاتصالات في حالة فقده لجزء من أرباحه يوجد مضاعف ربحية جيد وكوبونات تعوض خسائره موضحا بمثال أوراسكوم تليكوم لو تراجعت في ظل تراجع السوق ستكون أقلهم تأثرا ولكن الكوبون يعوض تلك الخسائر وكذلك المصرية للاتصالات وموبينيل. أضاف فتح الله أن قطاع البنوك يحقق عائد جيد فهو مؤمن عما يحدث في السوق مؤكدا علي أهمية البعد في الوقت الحالي عن أسهم المضاربات لوجود مخاطر عالية بها، والاهتمام بالأسهم التي تحافظ علي توزيع كوبون بشكل منتظم وجيد ولديها نمووتطور. ورشح بعض أسهم قطاع الحديد مثل حديد عز والدخيلة فهي محتكرة ولديها حصة كبيرة في قطاع الحديد خاصة مع ارتفاع أسعار الحديد وكذلك أوراسكوم للإنشاء لما لديها من توسع وتجديد لنشاطها. من جانبه يذكر سامح السبكي محلل مالي بأنه في حالة عدم الاتزان الموجود بالسوق علي المستثمر أن يشتري الأسهم التي لديها عائد ونمو جيد حيث يمكنه من مواجهة أية مشاكل ومهما كانت نسبة الهبوط تعطي عائدا مقبولا مشيرا إلي أن أسهم المضاربات هي الأكثر تأثرا بالهبوط مثل بايونيرز. وطالب المستثمرين بالبدء في التخلص من تلك الأسهم مؤكدا أن قطاع البترول مثل سيدي كرير وآموك وكذلك قطاع الحديد من الأسهم المرشحة للصعود لأنه يوجد عليه طلب عالمي ومحلي ولديه نتائج أعمال جيدة وأسعار تحقق مكاسب عالية. وأضاف أن قطاع المطاحن أيضا لديه نتائج أعمال جيدة، ويعطي كوبونات جيدة مشيرا إلي أن نتائج أعمال الشركات وميزانيتها أكثر الأشياء يركز عليها للحكم علي الأسهم. أوضح محمد عسران العضو المنتدب لشركة بريميير أن الوقت الحالي لتراجع السوق لا يمكن التنبؤ بالقطاعات المرشحة للصعود لأن السوق في مرحلة نزوله وممكن يستمر هذا التراجع ثم تأتي مرحلة تجميع تستغرق فترة طويلة يمكن بعدها التنبؤ بالقطاعات الواعدة بينما فضل عسران في الفترة الحالية الدخول في الأسهم التي لم تصعد بقوة وبالتالي لم تهبط بقوة مثل أسهم الحديد وبعض أسهم البنوك مثل CIB.