خلال الايام القليلة الماضية برزت ظاهرة ارتفاع اسعار اسهم بعض القطاعات بشكل جماعي نتيجة اتجاه سهم او اثنين للصعود، الأمر الذي فسره خبراء السوق بأنه يرجع لعوامل كثيرة منها الحجم السوقي للسهم والمركز المالي ووزنه النسبي بين اسهم القطاع. وقالوا ان هناك اسبابا اخري منها حالة التفاؤل التي تسيطر علي المستثمرين عند وجود أنباء ايجابية حول سهم ما. ورأوا ان الصعود الجماعي لاسهم القطاعات يرجع الي تصحيح معظمها لاسعاره بنسب تتراوح ما بين 60 و65% مؤكدين ان ذلك يعد رد فعل طبيعيا للهبوط العنيف الذي أصاب الشركات في الفترة السابقة. يذكر ان اسهم بنوك المصري لتنمية الصادرات وكريدي اجريكول قادت اسهم قطاع البنوك للارتفاع الاسبوع الماضي وكذلك قادت اسهم الاسكندرية للغزل والنسيج التي ارتفعت بنسبة 57.8% والنصر للمنسوجات 34% اسهم قطاع الغزل والنسيج للارتفاع، وأسهم ارتفاع سهم الصعيد للمقاولات بنسبة 26.7% في صعود قطاع التشييد بشكل جماعي. في البداية، أرجع كريم عبدالعزيز نائب رئيس شركة الاهلي لضمان الاستثمار ظاهرة الصعود الجماعي لاسهم قطاع من القطاعات الي عدة اسباب يأتي في مقدمتها قوة مركز الشركة وحجمها السوقي، مشيرا الي انه كلما كان وزن السهم النسبي كبيرا ضمن القطاع كانت حركته مؤثرة ايجابا وسلبا علي القطاع كله. وضرب مثالا بشركة موبينيل وتأثيرها علي قطاع الاتصالات مقارنة بتأثير سهم شركة راية علي نفس القطاع قائلا ان حجم شركة موبينيل من القطاع كبير خاصة من ناحية حجم اعمالها والقيمة السوقية لها ولذلك نجد ان قطاع الاتصالات يتأثر بشكل اكبر سلبا او ايجابا بسهم موبينيل. وأضاف انه من العوامل التي تدفع بسهم معين الي قيادة القطاع الذي ينتمي له صعودا او هبوطا كون الشركة التي ينتمي اليها رائدة في هذا القطاع ام لا، موضحا ان تأثير شركة أوراسكوم للانشاء والصناعة علي قطاع الانشاءات اكبر من أي سهم لشركة اخري في نفس القطاع. ويؤكد عبدالعزيز ان هذا التأثير لا يلغي تأثير وزن الشركات الاخري علي القطاع. وفسر ظاهرة صعود القطاعات استجابة لصعود بعض الاسهم القيادية فيها يان ما حدث مؤخرا لم يكن سوي رد فعل طبيعي للهبوط العنيف الذي اصاب الشركات المصرية، مشيرا الي ان معظم الشركات استطاعت ان تصحح أسعارها بأكثر من 60 الي 65% في معظم القطاعات سواء علي مستوي اسهم الاقتناء او اسهم المضاربات بالاضافة الي وجود اسهم استطاعت ان تصحح بنسب اكبر من ذلك حيث ان دورة السوق تنتقل من صناعة الي اخري ومن قطاع الي آخر. وأوضح ان اسهم المقاولات والاتصالات والمطاحن شهدت حركة تصحيح صعودية شملت كل قطاعات السوق بعد ذلك. وعن توقعاته لامتداد ظاهرة صعود القطاعات بشكل جماعي اوضح عبدالعزيز ان زيادة مستويات الاسعار بسبب التوقعات بمعاودة التضخم للارتفاع في الفترة القادمة خاصة بالنسبة للسلع الاستهلاكية يرشح استمرار ظاهرة صعود القطاعات في الفترة القادمة. أما ولاء حازم رئيس قسم البحوث بشركة اتش سي لتداول الاوراق المالية فأوضح ان ظاهرة قيادة سهم شركة ما للقطاع الذي ينتمي اليه صعودا وهبوطا ليست بالجديدة، موضحا انه عند نشر خبر ما يؤدي الي صعود سهم شركة معينة تتفاءل الناس وتقوم بشراء اسهم الشركات التي تنتمي لنفس القطاع وبالتالي صعودها جميعا. وأشار ولاء الي انه في حالة ارتفاع اسعار خام البترول فإن ذلك من شأنه ارتفاع اسعار اسهم قطاع البترول بأكمله ويشجع الافراد بصفة عامة علي الاستثمار في اسهم شركات القطاع، مشيرا الي انه في حالة ارتفاع اسعار الاراضي او انخفاض اسعار الحديد والاسمنت ومن ثم انخفاض تكلفة البناء فإن ذلك من شأنه زيادة ربحية شركات الانشاءات والمقاولات مما يشجع المستثمرين علي الدخول بقوة لشراء أسهمها، وصعودها. وأشار الي ان صعود قطاعات بأكملها يرجع لحجم الاسهم القائدة فيها وتأثيرها علي المؤشر العام للبورصة. ويري سيد مكاوي العضو المنتدب بشركة تروبيكانا للسمسرة ان ظاهرة قيادة اسهم للقطاعات التي تنتمي اليها للارتفاع ظاهرة صحية، موضحا ان المستثمرين في البورصة عندما يجدون ان شركة ما حققت ارباحا فإنهم يعتبرون ذلك مؤشرا لتحقيق الشركات التي تنتمي الي نفس القطاع نتائج أعمال جيدة. وأوضح مكاوي ان الاخبار الايجابية عن شركة ما تؤثر علي اسهم القطاع الذي تنتمي اليه الشركة بالايجاب متوقعا ان تستمر هذه الظاهرة خلال الفترة القادمة.