آخر تحذيرات البنك الدولي تقول ان أسعار السلع الغذائية ستواجه ارتفاعا مخيفا وان العالم سيواجه نقصا شديدا في الغذاء حتي عام 2015.. وهذا التحذير الذي اطلقه البنك الدولي علي ضوء دراسات كثيرة يؤكد أننا أمام سبع سنوات عجاف وان علي العالم ان يستعد لذلك.. ولا شك أننا الآن نري الصورة واضحة تماما ففي السنة الأخيرة ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 200% وهذا يعني ان الدولة التي كانت تستورد قمحا قيمته 3 مليارات دولار عليها ان تدفع 9 مليارات دولار وهذه في الحقيقة تمثل زيادة رهيبة.. وهناك أسباب كثيرة وراء ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية من أهمها هذا الارتفاع المخيف في أسعار البترول والذي وصل إلي أرقام غير مسبوقة.. وبجانب هذا فان دول العالم تستخدم الآن انتاجها الزراعي بديلا للطاقة والبترول.. وبالاضافة لذلك فان الزيادة السكانية تمثل عامل ضغط علي الانتاج الزراعي في العالم.. وقد أصبح من الضروري الآن ان تعيد مصر النظر في خريطتها الزراعية من الآن وليس غدا، ان مصر تستور أكثر من نصف احتياجاتها من القمح وعلينا الآن ان نقلل حجم وارداتنا من القمح لان المشكلة ليست فقط في توفير الموارد المالية اللازمة للاستيراد فقد يتوافر المال ولا تتوافر السلعة.. وأمام الأزمة الغذائية التي تهدد دول العالم فلن يكون غريبا ان تمنع بعض الدول المنتجه للقمح تصديره للأسواق الخارجية وعلي جانب آخر ينبغي الاهتمام بزراعة الذرة لانه من المحاصيل التي يقبل عليها المصريون خاصة في الريف أما الأرز فقد أصبح من أهم صادرات مصر الخارجية ويجب الحفاظ عليه سواء إنتاجا أو تصديرا ينبغي أن نعيد النظر في سياسة استهلاك رغيف الخبز خاصة ان الفاقد منه يمثل جزءا كبيرا من استهلاك القمح في مصر.. وفي الأيام الأخيرة عادت فكرة التعاون بين مصر والسودان في زراعة القمح وهو حلم قديم ينبغي ان نحرص عليه.. وبجانب هذا فان في الساحل الشمالي مساحات كبيرة يمكن زراعتها بالقمح سواء بالآبار أو الأمطار وفي كل الحالات فان انذار البنك الدولي عن السنوات العجاف ينبغي ان يكون محل دراسة واهتمام.