شهد السوق المصري أداء متقاربا مع الأسواق العربية الاخري وخاصة السوق السعودي هبوطا وصعودا وبنسب متقاربة خلال الأيام الماضية وقد سيطر الاتجاه العرضي علي السوق المصري لفترة قبل ان يعود للصعود متوافقا مع تعافي الأسواق العربية بعد الخسائر التي منيت بها خلال الفترة الماضية مما يدل علي وجود ارتباط يؤدي إلي تأثر السوق المصري بالأسواق العربية . واعتبر أغلب خبراء سوق المال بأن هذا الارتباط القوي الذي كان واضحا بشكل قوي خلال الأيام الماضية يرجع لعامل نفسي بالدرجة الأولي مع الأزمة العالمية ليس لحجم التعامل العربي حيث اعتبره أغلبهم بأنه ضعيف وليس مؤثرا بشكل مباشر لينحصر فقط في دفع السوق للتحرك بهدوء وبشكل عرضي فقط مؤكدين أن السوق المصري يتميز باستقلالية . يقول حسام الغايش محلل فني بإحدي شركات الوساطة أن تأثير العرب علي السوق يرجع بصورة اكبر إلي تأثير نفسي علي المستثمر المحلي فهو دائما ما ينظر إلي تواجدهم وخروجهم من السوق فالخروج يعني لدي كثير من المستثمرين أنه يوجد مشكلة ستؤدي إلي هبوط السوق ووجودهم يعتبر صمام أمان . شركات قوية ويري الغايش أنه دائما مايتجه العرب إلي السوق المصري لوجود شركات قوية فيه وكان آخرها عندما أعلن صندوق كويتي جلوبال ضخ 500 مليون جنيه دولار في السوق بدءا من شهر مارس.. ورغم ذلك يعد تأثيرهم علي السوق محدود لا يمكن أن يؤدي إلي هبوط حاد فهو ينحصر في أن يجعل السوق يتحرك بشكل عرضي فالمستثمر العربي دائما عندما يحدث هبوط في اسواق المال في بلاده يسحب جزء من السيولة في الاسواق الاخري لكي يعوض خسائره ثم يعود سريعا. وأشار هشام علي مدير محافظ بالبيت الأبيض لتداول الأوراق المالية إلي أن نسبة العرب تتراوح مابين 10% و25% مما يساهم في إنخفاض نسبي عند حدوث تراجع في أسواقهم فهو يسحب ما في الأسواق الأخري ومنها مصر لكي يعوض خسائره . وأضاف أن العرب يمكن أن يكون لهم تأثير من ناحية أخري حيث يملك أسهما في البورصات الأوروبية وعند حدوث خسارة هناك يتجه إلي البيع في السوق المصري ومع ذلك الارتباط ليس بالشكل القوي كما كان في الماضي. وأكد عوني عبد العزيز رئيس إدارة شركة وديان أن العلاقة مابين الأسواق العربية والسوق المصري علاقة عكسية فلا يوجد علاقة بين صعود السوق هناك وصعود السوق المصري هنا فإذا كان السوق السعودي صاعدا فيتجه إلي الشراء في السوق المصري لتوافر السيولة ورخص الأسعار لدينا وأضاف أن الشق النفسي لدي المستثمر له تأثير قوي علي السوق . جاذبية الاستثمار ويوضح أحمد فايز محلل فني بإحدي شركات الوساطة أن السوق أصبح اكثر جاذبية للكثير من العرب بشكل فهو يتصرف في السوق علي حسب مايحدث في أسواقهم مما يؤدي إلي تأثير نفسي علي كثير من المستثمرين المحليين لانهم يتخذون قراراتهم بناء علي التعاملات العربية والأجنبية فلو حدث انهيار أو هبوط يأتيه شعور بأن هناك مشكلة فما حدث خلال الأيام الماضية وتعاقب البورصات مع بعضها في الصعود أو الهبوط ليس بارتباط ولكن ناتج عن متعاملين محليين بالبورصة . واعتبر حسام حلمي مستشار شركة بايونير لتداول الأوراق المالية أن هناك ارتباطا ولكن يزداد في فترات معينة فالذي حدث خلال الأيام الماضية بسبب التأثير العالمي لازمة الرهن العقاري الامريكية حيث كان لها تأثيرها السلبي علي الأسواق العربية وانتقل التأثير الي مصر ولكن مع ثبات الأسهم والأداء الاقتصادي الجيد لم يكن بالشكل القوي . ويري حلمي أن الارتباط سيكون مستمرا مستقبلا ولكن سينحصر التأثير السلبي علي السوق في أن تشهد عملية الصعود هدوء نسبي فقط ولن يؤدي إلي هبوط حاد لتميز السوق المصري باستقلاليته فحجم تعامل العرب والسيولة الموجودة في السوق من ناحية العرب بسيطة لا يمكن أن تؤثر بالشكل القوي. ويقول أحمد منسي محلل فني بإحدي شركات الوساطة ان عام 2006 شهد ترابطا مؤثرا بشكل قوي علي السوق ولكن عام 2007 تراجعت تعاملات العرب حيث اتجه أغلبهم إلي البيع والخروج من السوق فلم يسجل لهم صافي شراء مرتفع فعندها قل تأثيرهم أما ماحدث خلال الأيام الماضية والخسارة التي مني بها السوق المصري مع الأسواق العربية لا ترجع إلي ترابط ولكن يرجع هذا كله إلي الأزمة العالمية التي أثرت علي الأسواق العالمية فدائما مايوجد خوف من التأثير السلبي للسوق الأمريكي علي الأسواق العالمية الأخري. استثمارات عربية وعن احتمال زيادة استثمارات العرب في السوق خلال الفترة القادمة خاصة أن هناك أراء بتوجيهات استثمارات إلي الشرق الأوسط مع ان السوق المصري أصبح جاذبا للكثير من المستثمرين أشار المنسي إلي أنه من المنتظر مستقبلا زيادة إلاستثمارات العربية في السوق خاصة في القطاع العقاري حيث أصبح جاذبا بقوة لانخفاض الأسعار في هذا القطاع مقارنة بمثيلاتها من الأسواق العربية فقد شهد السوق خلال هذه الفترة تمويلا في هذا النشاط بقوة عند دخول شركات مثل املاك وأعمار بالإضافة إلي قطاع البترول لفوائض السيولة المنتظرة وأوضح حمدي رشاد رئيس مجلس إدارة شركة الإرشاد لإدراة محافظ صناديق الإستثمار بأن هناك ارتباطا وله دور أساسي في البورصة ولكنه ليس قويا ولا يعتبر المحرك الوحيد وماحدث من تعاقب الأسواق في الصعود والهبوط يرجع للصدفة في بعض الأيام فالدراسات تظهر بأن هناك ارتباطا بسيطا وأن التأثير موجود ولكنه محدود . ومن جهه أخري يري علاء عبد الحميد بالمتحدة للسمسرة بأنه مع وجود العولمة أصبح هناك ارتباط بالسوق المصري مع الأسواق العربية والأسواق العالمية أيضا فنسبة تواجد المستثمرين العرب يتراوح ما بين 15% و20% مما يؤدي إلي تذبذب السوق بشكل قوي ولكن ليس تاما فأحيانا البورصة المصرية تسجل أداء أفضل من البورصات العربية معتبرا أن حجم تعامل 5 % فقط يمكن أن يؤثر علي السوق بشكل قوي.