بعد فترة من ارتباطه بالأسواق العربية أصبح السوق المصري أكثر ارتباطا بالأسواق الأوروبية والأمريكية والأسواق الناشئة بدليل انخفاضه بقوة تأثرا بهبوط الاسواق العالمية خلال الايام الماضية . وأشار الخبراء الى أن الانخفاض الحالي للسوق المصري يرجع أساسا الى انخفاض الأسواق الدولية خاصة الاسواق الأمريكية التى بدأت التراجع متأثرة بقلق حول بيانات عن الرهن العقاري والاقتراض في الولاياتالمتحدةالأمريكية . وأشاروا الى أن هناك مقولة لدى المتعاملين في البورصات الدولية هي " اذا عطست وول ستريت أصيبت بورصات العالم بالزكام " حيث يدل ذلك على كون البورصة الأمريكية والاقتصاد الأمريكي هو قاطرة نمو الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي وان كنا قد بدأنا نشهد انتقال مركز الثقل تدريجيا الى اسيا. وأكد الخبراء أن السوق المحلى يختلف عن بقية الاسواق العالميه والاقليمية من حيث زيادة معدلات النمو وارتفاع ارباح الشركات وايجابية الاداء الاقتصادى, لذلك فمن المتوقع ان يتمكن السوق من امتصاص هذه الموجة من جنى الارباح ومعاودة الارتفاع مرة اخرى بعدما اثبت السوق مرات عديدة مدى استقلاليته عن الاسواق المحيطه بما لا ينفى تاثره الطفيف بها ..خاصة انه بالرغم من هذا الهبوط الحاد الا ان اسعار معظم الاسهم بالاضافة للمؤشر تقترب جميعها من مستويات الدعم القوية التى طالما صمدت ومن ثم معاودة الارتفاع مرة اخرى. أكثر ارتباطا من جانبه أشار معتصم الشهيدى الرئيس التنفيذى لشركة هوريزون لتداول الأوراق المالية ان السوق المصري أصبح أكثر ارتباطا بالأسواق الأوروبية والأمريكية والأسواق الناشئة فقد انخفضت الاسهم المصرية بشدة تأثرا بهبوط الاسواق العالمية مؤكدا ان السوق المصرى قد ضعف ارتباطه بالأسواق العربية. وأكد أنه يجب عدم القلق من انخفاض الأسواق العربية حيث ان الارتباط حاليا ضعيف جدا بين الأسواق العربية والسوق المصري حيث انه يرتفع منذ فترة وحتى الان برغم انخفاض الأسواق العربية في نفس الفترة . واضاف الشهيدى أن أداء السوق مازال يتسم بالتذبذب بين الارتفاع والانخفاض حيث إنه في ظل توافر الأخبار الايجابية عن الشركات يشهد السوق صعودًا، فيما يتراجع عند الافتقاد لأية أخبار. وتوقع استمرار حالة التذبذب المسيطرة علي اداء البورصة المصرية منذ الاسبوع الماضي صعودا وهبوطا. مشيرا الي ان هذه الحالة قد تستمر حتي النصف الاول من تعاملات الاسبوع الحالي، حيث من المتوقع ان يشهد النصف الثاني من الاسبوع عودة قوية للصعود. وجه اختلاف و اتفق سامح أبو عرايس مدير قسم التحليل الفني بشركة بايونيرز مع الرأى السابق مؤكدا أن انخفاض السوق المصري جاء نتيجة التأثر بموجة الانخفاضات في البورصات العالمية وأشار الى أن هذا التأثر نتيجة العامل النفسي الا أن ذلك أمر طبيعي حيث تتحرك نفسية المتعاملين في مختلف الأسواق بصورة متقاربة نتيجة وسائل الاتصال وحركة رؤوس الأموال بين مختلف الأسواق و يعرف ذلك بال ( Domino Effect ). ( Balancing of Portfolios ) الثاني هو الأثر النفسي الناتج عن تأثر المتعاملين بهبوط الأسواق الدولية مما يدفعهم الى البيع خوفا من تأثر السوق المصري بذلك وخوفا من مبيعات الأجانب . ظاهرة طبيعية ويرى ايهاب فتحى المحلل بشركة مترو لتداول الوراق المالية أن تأثر البورصة المصرية بما يحدث بالبورصات الأوربية لا يدل على ضعف في السوق وانما هي ظاهرة طبيعية ، فنحن نلاحظ أن أسواق المال في جميع أنحاء العالم تتحرك بشكل متقارب ، وعلى سبيل المثال فان الارتفاع الكبير الذي شهده السوق المصري منذ سنة 2003 حتى بداية 2006 تزامن مع ارتفاع مماثل في مختلف الأسواق الدولية ، كما أن حركة التصحيح التي مر بها السوق المصرى خلال النصف الأول من سنة 2006 تزامنت مع حركة تصحيح في الأسواق الدولية والعربية حدثت في نفس الفترة . ونلاحظ أن تعافي السوق المصري منذ منتصف سنة 2006 وحتى الان حدث مدعوما بمشتريات قوية من المستثمرين الأجانب كان أحد أهم اسبابها هو الارتفاعات التاريخية التي حققتها الأسواق الدولية .