الثروة لا تكون ولكنها تتكون.. نعم تلك حقيقة تتبدي أمامنا في كل أمر.. فالبيئة حولنا تذخر بتكوينات بيولوجية مثل النبات وجيولوجية مثل البترول والصخور وكيميائية مثل الغازات التي يتكون منها الهواء الجوي وفيزيقية مثل طاقة الشمس والرياح. ولكن تلك التكوينات لا تمثل بذاتها "ثروة" ولكنها عناصر قابلة للتحول إلي ثروة من خلال مراحل ثلاث هي. أولا أن يكتشف الانسان ان للعنصر أي عنصر فائدة يمكن أن تلبي احتياجات له.. وثانيا: أن يبتكر الأزمات والوسائل التي تمكنه من الحصول علي هذا العنصر وتحويله إلي سلعة نافعة. وثالثا: أن يتم ذلك من خلال نشاط أو عمل يستخدم هذا العنصر المدخلات بالوسائل والادوات والعمليات الانشطة للحصول علي السلع والخدمات النافعة له المخرجات.. وهكذا يتطلب الامر اكتشاف جدوي الأشياء وهذا دور العلم وابتكار الوسائل وهذا دور التكنولوجيا.. والتطبيق للانتاج وهذه هي التنمية.. فالتنمية أيها السادة هي الانتاج أو المخرجات وهنا يأتي والسؤال عن مسئولية الادارة بالنسبة للتنمية أو بالنسبة للإنتاج أو المخرجات والمخرجات لم تعد فقط سلعا وخدمات ولكنها أيضا أصبحت معرفة ومعلومات.. وتحولت المعركة إلي سلعة بل تعتبر اليوم في ظل الاقتصاد الجديد أهم السلع وأهم المخرجات.. ولم يعد انتاج السلع والخدمات حتي التقليدية منها يمكن أن يتم علي نحو مرغوب يلائم العصر ويلبي احتياجات الأسواق بدون المعرفة والمعلومات.. أي أن المعرفة والمعلومات لم تعد فقط سلعة في حد ذاتها بل اصبحت كذلك واحدة من أهم مستلزمات انتاج السلع والخدمات الاخري. وتأتي مسئولية الادارة عن المخرجات لتشكل التحدي الكبير أمام أي نظام اداري وذلك بالنظر إلي عدة اعتبارات لعل من أهمها ما يلي: أولا: ان المخرجات تمثل خلاصة الجهد المبذول وما تنتهي إليه الانشطة من نتائج وانجازات أي أن منجزات الادارة تتمثل في النهاية في تلك المخرجات وعلي الادارة أن تهتم بتحديد ماهية المخرجات التي تسعي للحصول عليها. ثانيا: أن تحديد المخرجات التي تسعي الادارة للحصول عليها لا يمكن أن يتم في غيبة من مراجعة الاسواق واحتياجاتها ومتابعة الابتكارات وتطبيقاتها ومعرفة التطورات العلمية والتقنية وتأثيراتها.. وتلك عملية تحتاج إلي مهارات خاصة في الادارة والمدير. ثالثا: ان انتاج المخرجات في ضوء مواصفات محددة مسبقا يستلزم المتابعة والتقييم لما يتحقق منها وهذا يجعل مسئولية الادارة قائمة ومستمرة عن فحص وتقييم المنتجات علي اختلاف أنواعها سلعية كانت أم خدمية أم معرفية. رابعا: لا يكفي ان تحصل الادارة علي المنتجات أو المخرجات في اطار مواصفات محددة ولكن عليها أن تسعي إلي تطوير تلك المنتجات وتحديثها بما يتوافق والاحتياجات المستجدة في الأسواق والاهتمامات المتجددة لدي الناس وهكذا تكون مسئولية الادارة هي تنمية الانتاج وتطويره وتحديثه ومن ثم تعتبر هي فرس الرهان في أي عملية تنمية تسعي لتقدم المجتمعات والارتقاء بجودة الحياة فيها. وتمثل المخرجات غير المطابقة للمواصفات إهدارا للموارد وضياعا للثروة وتشير إلي فشل الادارة وعدم كفاءتها.. كما تمثل المخرجات التي لا تتطور مع احتياجات الاسواق جمودا من الادارة وتشير إلي عدم مهارتها.. ان المخرجات ايها السادة كما وكيفا وتطويرا وتحديثا وابتكارا هي جوهر عملية التنمية وهي مقياس نجاح الادارة أو فشلها.. وللحديث بقية بمشيئة الله