يحتاج الرئيس بوش إلي معجزة لكي يخرج من العراق.. ويحتاج العراق إلي معجزة لكي يخرج من مستنقع الدم.. ويحتاج العرب إلي معجزة لكي يستعيدوا وطنا عربيا كان اسمه العراق.. ويحتاج لبنان إلي معجزة حتي يجلس العقلاء فيه مع بعضهم لعلهم يخرجون به من الكارثة.. ويحتاج الفلسطينيون إلي معجزة يتخلصون فيها من كل قادتهم في فتح وحماس حتي يبدأوا صفحة جديدة تعيد الروح للقضية الحائرة بين اعدائها وبنيها.. ويحتاج الشعب السوداني إلي معجزة يعيد بها خيوط الود والتواصل بين ابناء الشعب الواحد في الجنوب والشرق ودارفور قبل أن تلتهم المؤامرة الدولية هذا الوطن الجميل.. ويحتاج الصومال إلي معجزة لإخراج القوات الاثيوبية التي يساندها قطيع شارد من الشعب الصومالي.. وقبل هذا كله يحتاج الزعماء والقادة العرب إلي معجزة لعلهم يؤمنون يوما بشيء اسمه الديمقراطية وحقوق الإسان وحرية التعبير ولأن زمن المعجزات انتهي فسوف يخرج الرئيس بوش من البيت الأبيض وفي رقبته دين تاريخي كبير للشعب الأمريكي والشعب العراقي وكل شعوب العالم، ولن يرحم التاريخ الرئيس بوش وسوف يدرس تاريخ في الجامعا ت والمدارس كنموذج للفشل حينما يحكم دولة عظمي.. ولن يخرج العراق من مستنقع الدم إلا بابناء العراق أنفسهم فهم وحدهم القادرون علي إعادة هيبة الدولة العراقية للشارع العراقي مرة أخري.. أما العرب الذين خرجوا من العراق فقد أصبح من الصعب جدا أن ينسي المواطن العراقي من تخلوا عنه في ساعة شدة.. وإذا كان لبنان ينتظر معجزة بين رموزه من السياسيين فإن القضية الفلسطينية تنتظر معجزة من الشارع الفلسطيني الذي ينبغي أن يرفض قيادات فرطت في رسالتها وتحولت إلي أدوات في يد الآخرين أما معجزات الشعب السوداني والشعب الصومالي فهي جزء من تاريخ قبيح ورثه العرب والمسلمون يسمي "الفتنة" وهي مثل شرارة النار تبدأ صغيرة ثم تحرق كل شيء ويبقي أن معجزة الحكام العرب التي تنتظرها الشعوب تمثل ذلك الحلم الذي لا يجئ ويبدو أنه لن يجيء.