العالم العربي في 2007 يحمل معه ملفات ساخنة وصراعات معقدة منذ 2006 إلي العام الجديد، وهي ملفات يمكن أن تتطور للأسوأ في غياب أي أبناء أو ظواهر تدعو للتفاؤل. فالموقف في العراق يتدهور نحو الأسوأ، فعمليات القتل الطائفية اليومية مستمرة، ورغم ذلك خرج مشجعو كرة القدم لاستقبال فريقهم الفائز بذهبية كرة القدم في دورة "الألعاب" التي أقيمت منذ أيام في قطر. وتقرير بيكر يقترح خطة لإنقاذ بوش وإدارته بأكثر مما يضع خطة لإنقاذ الشعب العراقي. وهناك مخاوف من تدخل قوي سنية بدعم من السعودية والأردن وربما مصر في مواجهة مخطط إيراني لإقامة دولة شيعية في العراق، كأول جزء من التقسيم، وفي ظل وجود دولة كردية في الشمال تتنظر فقط الإعلان الرسمي. ووسط ذلك كله فإن سيناريو الحرب الأهلية يبدو هو الأقرب إلي العراق من أي سيناريو آخر. وفي فلسطين يظل نفس سيناريو الرعب بعد أن وصلت العلاقة بين محمود عباس وحركة حماس إلي نقطة اللاعودة، فعندما دعا عباس إلي انتخابات رئاسية وتشريعية ردت عليها حماس بالتمسك بالشرعية، وإذا حدث الصدام في الشارع فقد يتجه السلاح المفروض أن يقاتل به الفلسطينيون إسرائيل إلي صدورهم، وهي أسوأ كارثة يمكن أن تصيب الفلسطيني أسوأ حتي من الاحتلال. في لبنان البلد الذي حافظ علي أفضل صيغة للتعددية والتعايش بين 14 طائفة ورئاسات وزعامات، يقترب أكثر من الصدام المروع في الشارع، ورغم تجربة هذا البلد مع الحرب الأهلية، إلا أنه يبدو عاجزا في منع تكرارها في ظل الصدام بين معسكري 8 مارس و14 مارس، وحصار حزب الله لحكومة السنيورة في الشارع، وإذا ما حاول أنصار الأكثرية فك الحصار بالقوة، فقد تقع الشرارة باغتيال آخر أو انفجار كبير يدخل لبنان من جديد في نفق مظلم. في السودان الذي ما يكاد يحل مشكلة حتي تتفجر أخري وتتفاقم مشكلة دارفور في ظل استمرار الصراع والقتل الطائفي هناك، وفشل السودان في حل القضية بقواه الذاتية، وظهور سيناريو التدخل الدولي والمحاكمات الدولية بتهمة الإبادة، وهو سيناريو قد يقود إلي اتساع الحرب بدلا من إخمادها، خاصة أن السودان ودع حربا أهلية في الجنوب، وقد يفاجأ بحرب أخري أسوأ في الغرب! التطرف والإرهاب يعود بقوة ويضرب في الأردن والجزائر واليمن والصومال التي تعيش المواجهة بين المحاكم الإسلامية وحكومة تلقي بعض الدعم من إثيوبيا. والتحول الديمقراطي البطيء في البحرين والإمارات والمغرب وتونس وفي موريتانيا عبر انتخابات العام المنصرم تفتح أبواب الدعوة لانطلاقة أكبر في الإصلاح السياسي. العالم العربي إجمالا لا يعيش أجواء هادئة، وإنما كالعادة تطفو حزمة كبيرة من الصراعات والمشاكل، وقد لا تنفعه بحيرة البترول في تجنيبه مزيدا من الصراعات العام القادم، نرجو أن تحدث المعجزة وتختفي كلها مرة واحدة.