ثلاث سنوات بقيت للرئيس بوش في البيت الابيض لن يستطيع خلالها ان يغلق ملفا واحدا من عشرات الملفات التي فتحها. ان الرئيس بوش يحتاج خمسين عاما لكي يصلح ما افسده في الاحداث العالمية كيف يستطيع ان يعيد صورة امريكا القديمة وطن الحريات وحقوق الانسان والرخاء الحقيقي والفرص غير محدودة للبشر كل البشر دون الوقوف عند لون او جنس او عقيدة كيف يستطيع ان يعيد مصداقية الرجل الذي سيجلس في البيت الابيض بعده بعد ان اخترع عشرات الاكاذيب عن اسلحة الدمار الشامل في العراق والصواريخ العابرة للقارات.. كيف يستطيع ان يعيد التوازن للاقتصادي الامريكي اكبر واقوي اقتصادات العالم امام النزيف الضاري الذي يعاني منه الان في النفقات والعجز والكساد.. ان الرئيس بوش الان يواجه تحديات كثيرة اولها واخطرها غياب شارون عن الساحة في ظرف تاريخي صعب كان شارون في احيان كثيرة يمثل صورة البطش الحقيقي الذي يريده الرئيس الامريكي في التعامل مع دول المنطقة وكان يعتمد عليه تماما في الاعمال القذرة التي يلجأ اليها من وراء الكواليس. ان غياب شارون خسارة ضخمة للادارة الامريكية. امام الرئيس بوش مواجهة ضارية في العراق اكبر مؤشراتها ما يتعرض له كل يوم الجيش الامريكي وما يتكبده من خسائر في الارواح وصلت الي اصطياد الطائرات بالصواريخ كيف يخرج الرئيس بوش من المستنقع العراقي؟ سؤال يحتاج الي معجزة حقيقية في زمن انتهت فيه المعجزات ماذا سيفعل الرئيس بوش مع النظام الايراني المتشدد وعلي رأس الحكم في طهران رجل يتحدث لغة اخري للشارع العربي والاسلامي وهل تسمح امريكا لايران بالمضي في برنامجها النووي ام تدخل في معركة جديدة لا يعرف احد نتائجها كان الرئيس بوش يدخل بغداد وعينه علي طهران والان سيخرج من الاثنين معا دون ان يحقق أي شئ .. سقط صدام حسين وخرج من الشارع العراقي مليون صدام حسين وبدأت ايران رحلة جديدة لفرض الامر الواقع بحسابات جديدة في المنطقة ان الجميع الان في مأزق بل ان هناك اكثر من مأزق ماذا بعد شارون وماذا في العراق وماذا سيحدث في ايران واين الشارع الامريكي امام الاف القتلي من ابنانه في شوارع بغداد والفالوجه .. كلها تساؤلات سوف تجيب عنها الايام القادمة خاصة ان الرئيس بوش لن يستطيع فيما بقي له في البيت الابيض ان يحسم كل هذه القضايا.