ثارت الدنيا علي الشيخ حسن نصر الله لأن حزب الله قرر فجأة أن يخرج من دائرة العجز والاستسلام العربي ويرسل صيحة احتجاج للشعب الفلسطيني المحاصر بالقوات الإسرائيلية في غزة.. لقد رأي حزب الله أن الاستسلام العربي يحتاج إلي معجزة لعله يخرج من عجزه.. وفي عملية عسكرية سريعة اشتعلت الدنيا وقامت الطائرات الإسرائيلية والإدارة الأمريكية والحكومات العربية كل هذا أدان حزب الله.. والغريب أن كل هذه الإدانات لم تحدث طوال سنوات اعتدت فيها إسرائيل كل دقيقة وليس كل يوم علي الشعب الفلسطيني.. أدان كل هؤلاء حزب الله لأنه أقلق بعض سكان إسرائيل وهناك شعب يقتل كل يوم. لماذا ظهرت كل هذه المشاعر الإنسانية الضعيفة أمام جنديين إسرائيليين أسرهما حزب الله وأين كانت هذه المشاعر أمام دماء أحمد ياسين والرنتيسي وآلاف الأطفال الضحايا.. لماذا لم تظهر هذه المشاعر سواء كانت أمريكية أو عربية وياسر عرفات محاصر لمدة ثلاث سنوات.. والأغرب من ذلك كله أن يلوم البعض حزب الله لأنه أخل بمنظومة العجز العربي وخرج علي سياق الاستسلام المهين.. ان العرب صامتون سنوات طويلة لا حس لهم ولا خبر في كل قضايا المنطقة وكأن هذه الأمة قد خرجت تماما من الأحداث.. لا وجود للعرب فيما يحدث في العراق ولا كلمة لهم فيما يحدث في فلسطين.. ولا علاقة لهم بشيء قديم اسمه الصراع العربي الإسرائيلي.. ولا رأي لهم في أي شيء فهل إذا خرج حزب الله وأعلن رفضه لما يحدث وحرك مشاعر أمة تموت وشعوب عاجزة هل نلومه علي ذلك وهل أخطأ حزب الله لأنه حاول أن يستعيد للعرب شيئا من الكرامة.. ان أسوأ الأزمنة زمن تختل فيه مقاييس الأشياء فيصبح العملاء أبطالا ويصير الأبطال مجانين رغم ان العقل العربي وصل بنا إلي ما نحن فيه ولهذا ينبغي أن نترك الشرفاء المجانين يحملون رسالة المستقبل ربما كانوا أحق بها.